"عن أبي هريرة قال: ما رأيت شيئاً أحسنَ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأن الشَّمس تجري في وجهه، وما رأيتُ أحداً أسرعَ في مشيته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كأنما الأرض تُطْوى له، إنا لَنجْهِدُ": يجوز فيه فتح النون وضمها.
"أنفسنا"؛ أي: تحمل عليها في السَّير فوق طاقتها.
"وإنه لغير مُكْتَرِثٍ"؛ أي: غير مبالٍ؛ يعني: كان - صلى الله عليه وسلم - إذا مشى ما قدرنا أن نلحقه مسرعين في المشي، وإن اجتهدنا في مشينا.
* * *
٤٥١٩ - عن جَابرِ بن سَمُرةَ - رضي الله عنه - قَالَ: كانَ في ساقَيْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حُمُوشَةٌ، وكانَ لا يضحكُ إلَّا تَبسُّماً، وكُنْتُ إذا نظَرتُ إليهِ قُلتُ: أكْحَلُ العَينَيْنِ، وليسَ بأكْحَلَ.
"عن جابر بن سَمُرَة قال: كان في ساقَي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُمُوْشَة" بضم الحاء المهملة وبالشين المعجمة؛ أي: رِقَّة.
"وكان لا يضحك إلَّا تَبسُّماً": يقال: تبسَّم: إذا حرَّك شفته إرادة الضحك، وهو دون الضحك، يقال: ضحك: إذا ظهر سنه؛ يعني كان - صلى الله عليه وسلم - طلق الوجه بساماً.
"وكنْتُ إذا نظرت إليه قلت: أكْحَلُ العينين": يقال: رجل أكحل: بين الكحل، وهو الذي في جفون عينيه سَواد.
"وليس بأكحل"؛ أي: بالاكتحال، ولكن كانت عينه كحلاء خِلْقة.