للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٧١٤ - عن مُحَمَّدِ بن الحَنَفيَّة قال: قلتُ لأَبي: أيُّ النّاسِ خيرٌ بعدَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أبو بكرٍ، قلتُ: ثُمَّ مَن؟ قال: عُمَرُ، وخَشِيتُ أنْ يقولَ: عثمانُ، قلتُ: ثُمَّ أنتَ؟ قال: ما أنا إلا رَجُلٌ مِن المُسلمين.

"عن محمَّد بن الحنفية - رضي الله عنه - قال: قلت لأبي"؛ أي: لعليٍّ - رضي الله عنه -: "أي الناس خيرٌ بعد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: عمر، وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثمَّ أنت؟ قال: ما أنا إلا رجلٌ من المسلمين".

* * *

٤٧١٥ - عن ابن عُمَرَ - رضي الله عنه - قال: كُنّا في زَمَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لا نَعدِلُ بأبي بَكْرٍ أَحَدًا، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمانَ، ثمَّ نترُكُ أَصحابَ النبي - صلى الله عليه وسلم - لا نُفاضلُ بينَهم.

وفي روايةٍ: كُنا نقولُ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حَيٌّ: أَفْضَلُ أُمَّةِ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - بعدَه أبو بكرٍ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمانُ.

"عن ابن عمر قال: كنا في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا نعدل بأبي بكرٍ أحدًا، ثمَّ عمر، ثمَّ عثمان، ثمَّ نترك أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ".

قال أبو سليمان الخطابي: وجه ذلك أنه أراد به الشيوخ وذوي الأسنان منهم الذين شاورهم - صلى الله عليه وسلم - إذ أَحْزَنه أمرٌ، وكان عليٌّ - رضي الله عنه - في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثَ السنِّ، ولم يُرِدِ ابن عمر الازدراء به، ولا تأخيره عن الفضيلة بعد عثمان، وفضلُه مشهور لا ينكره هو ولا غيره من الصحابة، وإنما اختلفوا في تقديم عثمان عليه، فذهب الجمهور من السلف من أهل كوفة إلى تقديم عثمان عليه، وذهب أكثر أهل الكوفة إلى تقديمه على عثمان.

"لا تفاضل بينهم"؛ أي: مفاضلة مثلهم، وإلا فأصحابُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يتفاضل بعضهم على بعضٍ كأهل بدر وأهل بيعة [الرضوان]، وكعلماء الصحابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>