"ثم اقرأ بما تيسر معك"؛ أي: اقرأ ما تعلم من القرآن، وقيل: أراد الفاتحةَ إذا كان يحسنها، وإليه ذهب الشَّافعي.
"ثم اركع حتَّى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتَّى تستوي قائمًا، ثم اسجد حتَّى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتَّى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتَّى تطمئن ساجداً": فيه دلالة ظاهرة على وجوب الطمأنينة في جميع أركان الصَّلاة، ومنهم من ذهب إلى أنها سنة، وأوَّله على نفي الكمال.
"ثم ارفع حتَّى تستوي قائمًا، ثم افعل في صلاتك كلها": وفي أمره بفعل ذلك في صلاته كلها دليل على وجوب القراءة في كلِّ الركعات كوجوب الركوع والسجود، وإليه ذهب الشَّافعي.
* * *
٥٥٥ - وقالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - يَسْتَفْتِحُ الصَّلاةَ بالتكبيرِ والقِراءةَ بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، وكانَ إذا ركعَ لمْ يُشْخصْ رأْسَهُ ولمْ يُصَوِّبْهُ، ولكنْ بينَ ذلك، وكانَ إذا رفعَ رأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ لمْ يَسْجُدْ حتَّى يَسْتَوِيَ قَائِماً، وكانَ إذا رفعَ رأسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ لمْ يَسْجُدْ حتَّى يَسْتَوِيَ جالِساً،