فقعدتَ فاحمَد الله بما هو أهلُهُ، وصَلِّ عَلَيَّ، ثم ادْعُهُ"، قالَ: ثُمَّ صَلَّى رجلٌ آخرُ بَعْدَ ذلكَ، فَحَمِدَ الله، وصلَّى على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ لهُ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّها المُصَلِّي!، ادعُ تُجَبْ".
"عن فَضَالة بن عُبيد أنه قال: دخل رجلٌ فصلَّى، فقال: اللهم اغفرْ لي وارحمني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عَجلْتَ"؛ أي: تركتَ الترتيبَ في الدعاء، لأن مِن شرطِ السائل التقرُّبَ إلى المسؤول عنه قبلَ عرض حاجته بما يوجب له التقرُّب إليه، ثم يتوسَّل بشفيع له بين يديه؛ ليكونَ أحقَّ بالإجابة وأطمعَ بالإصابة، فمَن لم يفعل كذلك فقد استعجل.
"أيها المصلِّي، إذا صليتَ، فقعدتَ، فاحمد الله"؛ أي: أَثْنِ عليه "بما هو أهلُه، وصلِّ عليَّ ثم ادْعُهُ، قال: ثم صلَّى رجل آخر بعد ذلك، فحمد الله وصلَّى على النبي - عليه الصلاة والسلام -، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: أيها المصلِّي! ادْعُ تُجَبْ".
٦٦٣ - وقال عبد الله بن مَسْعود - رضي الله عنه -: كنتُ أُصَلِّي، فلمَّا جَلَسْتُ بَدَأْتُ بالثَّناءَ على الله تعالى، ثُمَّ بالصَّلاةِ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ دَعَوْتُ لِنفْسي، فقالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ".
"وقال عبد الله بن مسعود: كنت أصلِّي، فلما جلستُ بدأتُ بالثناء على الله تعالى، ثم الصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، ثم دعوت لنفسي، فقال النبي - عليه الصلاة والسلام - سَلْ تعطه، سَلْ تُعْطَه": يحتمل أن يكون هاء السكت وهاء الضمير، وإن لم يُذكر مرجعُه، وتقديره: سَلْ تَعْطَ ما تطلب.