"وعن ابن عباس: أن رسولَ الله صلى الله تعالى عليه وسلم كان يعلِّمهم هذا الدعاءَ كما يعلِّمهم السورةَ من القرآن، يقول: قولوا: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات"، ذهب طاوس إلى وجوب هذا الدعاء فيها، والجمهور على أنه مستحب.
٦٦٧ - وقال أبو بكر - رضي الله عنه - للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: علِّمني دعاءً أَدْعُو به في صَلاتي، قالَ: "قُلْ: اللهمَّ إنِّي ظلَمتُ نفسي ظُلمًا كبيرًا، ولا يَغفرُ الذُّنوبَ إلا أنتَ، فاغفِرْ لي مغفرةً من عندِك وارْحَمْني، إنَّكَ أنتَ الغَفور الرَّحيم".
"وقال أبو بكر - رضي الله عنه - للنبي - عليه الصلاة والسلام -: علِّمْني دعاءً أدعو به في صلاتي"؛ أي: عقيبَ التشهُّد؛ لأن ذلك هو محلُّ الدعاء.
"قال: قل: اللهم إني ظلمتُ نفسي ظلمًا كبيرًا، ولا يغفر الذنوبَ إلا أنتَ"؛ فإن غفرانَ جميع الذنوب لا يُتصوَّر إلا منه تعالى.
"فاغفرْ لي مغفرةً": التنوين يدل على أنه غفرانٌ لا يُكتَنَه كُنهُه، ثم وصفه بقوله:
"من عندك" مريدًا بذلك التعظيم؛ لأن ما يكون من عند الله لا يحيطه وصفُ واصفٍ، وقيل: معناه: مِن مَحْضِ فضلِك، لا باستحقاق مني.