"وعافني فيمن عافيت"؛ أي: عافيتهم، من (المعافاة): التي هي دفع السوء.
"وتولَّني فيمن توليت"؛ أي: توليتهم؛ يعني: أحببتهم، من (تولى): إذا أحب أحدًا، أو ممَّن تقوم بحفظ أمورهم، من (تولَّى العمل): تقلَّده.
"وبارك لي فيما أعطيت"؛ أي: أوقع البركةَ فيما أعطيتني من خير الدارين.
"وقني شرَّ ما قضيت؛ فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذلُّ من واليت": من (الموالاة): ضد المعاداة.
"تباركت ربنا"؛ أي: زدت في الخير، من (البركة): وهي النماء والزيادة.
"وتعاليت"؛ أي: ارتفعت عن مشابهة كلِّ شيء.
* * *
٩١١ - وعن أُبي بن كَعْبٍ قال: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سلَّم من الوترِ قال:"سُبحانَ المَلِكِ القُدُّوسِ" ثلاثَ مراتٍ يرفعُ في الثالثةِ صَوْتَه.
"وعن أُبي بن كعب - رضي الله عنه - أنه قال: كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إذا سلَّم من الوتر قال: سبحان الملك القدوس"؛ أي: الطاهر.
"ثلاث مرات، يرفع في الثالثه صوته": يدل على أن الذكر برفع الصوت جائزٌ، بل مستحبٌّ إذا لم يكن عن الرياء؛ لإظهار الدين.
* * *
٩١٢ - وعن علي - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يقولُ في آخر وتْرِهِ:"اللهم إنِّي أَعوذُ برِضاكَ من سَخَطِكَ، وبُمعافاتِكَ من عقُوبَتِكَ، وأَعوذُ بكَ منكَ، لا أُحصي ثناءً عليكَ أنتَ كما أَثنيتَ على نفْسِك".