"وقال: أنا شهيد على هؤلاء"؛ أي: أشهد لهم "يوم القيامة"؛ فإنهم بذلوا أرواحهم في سبيل الله تعالى، وقيل: تعدية شهيد بـ (على) لتضمينه معنى: رقيب وحفيظ؛ أي: أنا حفيظ عليهم، أراقب أحوالهم، وأصونهم من المكاره، شفيع لهم.
"وأمر بدفنهم بدمائهم، ولم يصلِّ عليهم، ولم يغسلوا": يدل على أن الشهداء لا يغسلون، ولا يصلى عليهم، وبه قال الشافعي، وعند أبي حنيفة: يصلى عليهم.
* * *
١١٨٧ - قال جابر بن سَمُرَة - رضي الله عنه -: أُتِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بفرسٍ مُعْرَوْرًى فركبه حين انصرفَ من جنازةِ ابن الدَّحْدَاحِ ونحنُ نمشي حوله.
"وقال جابر بن سَمُرة: أُتِيَ النبي عليه الصلاة والسلام" بصيغة المجهول "بفرس مُعْرَوْرًى"؛ أي: مجرد عن السرج والأداة.
"فركبه حين انصرف من جنازة ابن الدَّحْداح، ونحن نمشي حوله": يدل على جواز الركوب عند الانصراف من الجنازة.
* * *
مِنَ الحِسَان:
١١٨٨ - عن المُغيرة بن زياد - رضي الله عنه - يقال: إنه رفعَهُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"الراكبُ يسيرُ خلفَ الجنازةِ، والماشي يمشي خلفَها وأمامَها، وعن يمينِها وعن يسارِها قريبًا منها، والسِّقْط يُصلَّى عليه ويُدْعَى لوالدَيْهِ بالمغفرةِ والرحمةِ".
"من الحسان":
" عن المغيرة بن شعبة: أنه رفعه"؛ أي: المغيرة الحديثَ "إلى النبي