"وأن يبنى عليه"؛ أي: يجعل بيتا عليه؛ لما فيه من إضاعة المال من غير فائدة، ولأنه من فعل الجاهلية.
"وأن يقعد عليه"؛ لما فيه من الاستخفاف للميت، وقيل: المنهي عنه القعود لبول وغائط، وقد روي عن علي - رضي الله عنه -: أنه كان يتوسد القبر، وكان ابن عمر - رضي الله عنه - يجلس عليه.
* * *
١٢٠٥ - قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تجلِسوا على القُبورِ، ولا تُصَلُّوا إليها".
"وعن أبي مرثد الغنوي أنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: لا تجلسوا على القبور، ولا تصلُّوا إليها"؛ لأن فيه مشابهة الكفار.
* * *
١٢٠٦ - وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأن يجلِسَ أحدُكم على جَمْرةٍ فتحرِقَ ثيابَهُ فتَخلُصَ إلى جِلْده خير له مِن أن يجلِسَ على قبرٍ"، يرويه أبو هريرة - رضي الله عنه -.
"وعن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: لأنْ يجلسَ أحدكم على جمرة، فتُحرقَ ثيابه، فتخلص"؛ أي: تصلَ تلك الجمرة.
"إلى جلده خيرٌ [له] من أن يجلس على قبر"؛ لأن الجلوس على القبر يوجب عذاب الآخرة، وعذاب الدنيا أهونُ من عذاب الآخرة، وقيل: المراد به: ملازمة القبور، واتخاذ المساكن فيها.