وَفِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ الْحُسَيْنِ: طَلَبَ ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ الْعِلْمَ ثَلَاثِينَ سَنَةً فَلَمَّا بَلَغَ مِنْهُ الْغَايَةَ حَمَلَ كُتُبَهُ إِلَى الْبَحْرِ فَغَرَّقَهَا، وَقَالَ: يَا عِلْمُ لَمْ أَفْعَلْ بِكَ هَذَا تَهَاوُنًا بِكَ، وَلَا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّكَ وَلَكِنِّي كُنْتُ أَطْلُبُ لِأَهْتَدِي بِكَ إِلَى رَبِّي، فَلَمَّا اهْتَدَيْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي اسْتَغْنَيْتُ عَنْكَ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنَ الْقَلَّاءِ , يَقُولُ: إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ خَلَطَ، ثُمَّ عَادَ يَقْرَأُ يَقُولُ اللَّهُ لَهُ: مَالَكَ وَلِكَلَامِي.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ سَمِعْتُ مَحْمُودًا , يَقُولُ: سُبْحَانَ مَنْ لَا يَمْنَعُهُ عِظَمُ سُلْطَانِهِ أَنْ يَنْظُرَ فِي صِغَرِ سُلْطَانِهِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: أَظُنُّ أَهْلَ الْأَرْضِ يَسْقِيهِمُ اللَّهُ الْغَيْثَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: مَا أَظُنُّ بَقِيَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِثْلُهُ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: كُنْتُ أَسْمَعُ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ يَبْتَدِئُ قَبْلَ أَنْ يُحَدِّثَ فَيَقُولُ: مَا هُنَالِكَ إِلَّا عَفْوُهُ وَلَا نَعِيشُ إِلَّا فِي سِتْرِهِ، وَلَوْ كَشَفَ الْغَطَاءَ لَكَشَفَ عَنْ أَمْرٍ عَظِيمٍ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute