للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزَّعْفَرَانِيُّ، فَقَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ.

لَمْ يَزِدْ عَلَيْهِ، ثُمَّ مَشَى خُطْوَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَ، فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ.

قَالَ: وَكَانَ أَقَلُّ مَا يَشْتَغِلُ بِذِكْرِ الزَّعْفَرَانِيِّ وَذِكْرِ أَصْحَابِهِ مَعَ مَا نَالَ مِنْ جِهَتِهِ، وَلَمْ يَدَعْنَا نَشْتَغِلُ بِذِكْرِهِ، وَقَالَ: اشْتَغِلُوا بِذِكْرِ اللَّهِ يَكُونُ خَيْرًا لَكُمْ وَأَفْضَلُ.

قَالَ أَهْلُ التَّارِيخِ: وَقَعَ الدُّودُ فِي لِسَانِ الزَّعْفَرَانِيِّ قَبْلَ مَوْتِهِ.

وَقِيلَ: مَاتَ بِوَرَمِ الرَّأْسِ، وَوَقَعَ فِي لِسَانِهِ الدُّودُ.

قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبَزَّازُ: كُنْتُ حَاجًّا سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَثِمِائَةٍ، فَكُنْتُ عِنْدَ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ، وَالْخَلْقُ فِي الطَّوَافِ، إِذْ قَامَ مُنَادٌى عَلَى الْحَجَرِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ الْعَنُوا الزَّعْفَرَانِيَّ وَأَصْحَابَهُ، وَنَادَى لَعَنَ اللَّهُ الزَّعْفَرَانِيَّ، وَفِي رِوَايَةٍ، فَلَعَنَهُ النَّاسُ مَعَهُ، قَالَ: وَرَجَعْتُ إِلَى بَغْدَادَ، فَسَمِعْتُ فِي دَارِ الْقُطْنِ رَجُلًا يَسْقِي النَّاسَ الْمَاءَ وَهُوَ يُنَادِي وَيَقُولُ: اشْرَبُوا مَجَّانًا مَاءً بَارِدًا وَالْعَنُوا الزَّعْفَرَانِيَّ، فَكَانُوا يَشْرَبُونَ وَيَلْعَنُونَ.

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي الْحَسَنِ الْقَصَّارَ، وَكَانَ مِنَ الْجَهْمِيَّةِ يُرِيدُ دُخُولَ الْحَمَّامِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي

<<  <  ج: ص:  >  >>