للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ حَمْدَوَيْهِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الْخُلْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ، قَالَ: " بِتْنَا لَيْلَةً مَعَ رَجُلٍ بِالسَّاحِلِ، بِسِيرَافَ، فَبَكَى حَتَّى طَلُعَ الْفَجْرُ، ثُمَّ قَالَ: جُرْمِي عَظِيمٌ، وَعَفْوُكَ كَبِيرٌ، فَاجْمَعْ بَيْنَ جُرْمِي وَعَفْوِكَ يَا كَرِيمُ، فَتَصَارَخَ النَّاسُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ ".

وَعَنْ جَعْفَرٍ الْخُلْدِيُّ، قَالَ: خَرَجَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْفُقَرَاءِ إِلَى الْبَادِيَةِ، فَخَرَجَ عَلَيْهُمْ لِصٌ شَاهِرٌ سَيْفَهُ، فَتَقَدَّمَ إِلَى فَقِيرٍ بِخِرْقَتَيْنِ لِيَضْرِبَهُ بِالسَّيْفِ، فَكَشَفَ الْفَقِيرُ عَنْ صَدْرِهِ وَقَالَ لَهُ: اضْرِبْ.

فَضَرَبَهُ، فَكَأَنَّهُ وَقَعَ الضَّرْبُ عَلَى الْحَدِيدِ، فَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ وَجَفَّتْ يَدِ اللِّصِّ مَكَانَهُ.

وَقِيلَ افْتَتَنَ أَهْلُ مِصْرَ بِأَبِي الْحَسَنِ الدِّينَوَرِيِّ، فَقِيلَ لِلْأَمِيرِ ابْنِ الْإِخْشِيرِ، فَأَرَادَ أَنْ يَنْفِيَهُ فَبَعَثَ إِلَيْهِ صَاحِبَ الشَّرْطِ، فَجَاءَ إِلَيْهِ وَقَالَ: إِنَّ الْأَمِيرَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَخْرُجَ فَقَالَ: اذْهَبْ عَافَاكَ اللَّهُ وَاشْتَغِلْ بِشَأْنِكَ، فَقَالَ: لَابُدَّ دُونَ أَنْ تَخْرُجَ.

فَقَالَ: وَيْحُكَ أَنَا أَرْحَمُكَ فَارْحَمْ نَفْسَكَ، فَمَدَّ يَدَهُ إِلَى الشَّيْخِ أَبِي الْحَسَنِ الدِّينَوَرِيِّ عَلَى أَنْ يَأْخُذَهُ، ثُمَّ صَاحَ وَيْلِي وَيْلِي جَوْفِي، فَأَتَوْهُ بِطِسْتٍ فَطَرَحَ فِيهِ كَبِدَهُ قِطَعًا قِطَعًا، فَأَنْزَلُوهُ وَهُوَ مَيِّتٌ، فَجَاءَ إِلَيْهِ الْأَمِيرُ،

<<  <  ج: ص:  >  >>