للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلَمْ يُنْجِهِ ذَلِكَ مِنَ الْمَسْبُوقِ عَلَيْهِ.

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ الْخَوَّاصُ: اخْتَارَ مَنِ اخْتَارَ مِنْ عِبَادِهِ لَا لِسَابِقَةٍ لَهُمْ إِلَيْهِ، بِلْ لِإِرَادَةٍ لَهُ فِيهِمْ، ثُمَّ عَلِمَ مَا يَخْرُجُ مِنْهُمْ، وَمَا يَبْدُو عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: {اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ} [الدخان: ٣٢] أَيْ مِنَّا بِمَا فِيهِمْ مِنْ أَنْوَاعِ الْمُخَالَفَاتِ لِأَنَّ مَنِ اشْتَرَى سِلْعَةً يَعْلَمُ عُيُوبَهَا لَا يَرُدُّهَا.

قَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ الْمَالِكِيُّ: سَأَلْتُ مَنْ حَضَرَ مَوْتَ خَيْرٍ النَّسَّاجِ عَنْ أَمْرِهِ فَقَالَ: لَمَّا حَضَرَ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ غُشِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ فَتَحَ عَيْنَيْهِ وَأَوْمَأَ إِلَى نَاحِيَةِ الْبَيْتِ وَقَالَ: قِفْ عَافَاكَ اللَّهُ، فَإِنَّمَا أَنْتَ عَبْدٌ مَأْمُورٌ وَأَنَا عَبْدٌ مَأْمُورٌ، مَا أُمِرْتَ بِهِ لَا يَفُوتَكَ وَمَا أُمِرْتُ بِهِ يَفُوتُنِي فَدَعْنِي لِأَمْضِيَ فِيمَا أُمِرْتُ بِهِ، ثُمَّ أَمْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ وَصَلَّى ثُمَّ تَمَدَّدَ وَغَمَّضَ عَيْنَيْهِ وَتَشَهَّدَ وَمَاتَ، قَالَ: فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ رُئِيَ فِي النَّوْمِ فَقِيلَ لَهُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ فَقَالَ: لَا تَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا وَلَكِنِّي اسْتَرَحْتُ مِنْ دُنْيَاكُمُ الْقَذِرَةِ، وَفِي نُسْخَةٍ، الْوَضِرَةِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>