للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَتَى الْغُلَامُ إِلَيْنَا فَنَظَرْنَا إِلَى ثِيَابِهِ فَإِذَا أَسْفَلُ حِقْوَيْهِ رَطِبٌ وَالْبَاقِي جَافٌّ.

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَيْبَانَ: مَا أَعَزَّ اللَّهُ عَبْدًا بِعِزٍّ أَعَزَّ مِنْ أَنْ يذله عَلَى ذُلِّ نَفْسِهِ، وَمَا أَذَلَّ اللَّهُ عَبْدًا بِذُلٍّ أَذَلَّ مِنْ أَنْ يَحْجُبَهُ عَنْ ذُلِّ نَفْسِهِ.

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَيْبَانَ: الْخَلْقُ مَحَلُّ الْآفَاتِ وَأَكْثَرُهُمْ مِنْهُ آفَةً مَنْ يَأْنَسُ بِهِمْ أَوْ يَسْكُنُ إِلَيْهِمْ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَيْبَانَ: حَجَجْتُ فِي بَعْضِ السِّنِينَ فَدَخَلْتُ الْمَدِينَةَ وَخَرَجْتُ إِلَى الْقَبْرِ وَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: وَعَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ.

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَيْبَانَ: صَحِبْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْمَغْرِبِيَّ ثَلَاثِينَ سَنَةً، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ يَوْمًا وَهُوَ يَأْكُلُ فَقَالَ لِي: ادْنُ كُلْ مَعِي، فَقُلْتُ: إِنِّي صَحِبْتُكَ مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً لَمْ تَدْعُنِي إِلَى طَعَامَكَ إِلَّا الْيَوْمَ، فَمَا بَالُكَ دَعَوْتَنِي الْيَوْمَ؟ فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا يَأْكُلُ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ» وَلَمْ يَظْهَرْ لِي تُقَاكَ إِلَّا الْيَوْمَ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَيْبَانَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَا مِنْ يَوْمٍ إِلَّا وَالْجَلِيلُ جَلَّ جَلَالُهُ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَنْصَفْتَنِي، أَذْكُرُكَ وَتَنْسَانِي، وَأَدْعُوكَ إِلَيَّ وَتَذْهَبُ إِلَى غَيْرِي، وَأَدْفَعُ عَنْكَ الْبَلَايَا وَأَنْتَ مَعْكُوفٌ عَلَى الْخَطَايَا، يَا ابْنَ آدَمَ: مَاذَا تَقُولُ إِذَا جِئْتَنِي غَدًا؟

<<  <  ج: ص:  >  >>