للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَوْمًا وَهُمْ يَصْنَعُونَ بِهِ ذَلِكَ، فَقَالَ لِأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ: أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذَا الْمِسْكِينِ؟ حتَّى مَتَى؟ قَالَ: أَنْتَ أَفْسَدْتَهُ فَأَنْقِذْهُ مِمَّا تَرَى، فَقَالَ: أَفْعَلُ، عِنْدِي غُلَامٌ أَسْوَدٌ أَجْلَدُ مِنْهُ وَأَقْوَى، عَلَى دِينِكِ أُعْطِيكَهُ بِهِ، قَالَ: قَدْ قَبِلْتُ، هُوَ لَكَ، فَأَعْطَاهُ أَبُو بَكْرٍ غُلَامَهُ ذَلِكَ، وَأَخَذَ بِلَالًا فَأَعْتَقَهُ، ثُمَّ أَعْتَقَ مَعَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ سِتَّ رِقَابٍ، بِلَالٌ سَابِعُهُمْ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ بِلَالٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، صَادِقَ الْإِسْلَامِ طَاهِرَ الْقَلْبِ، فَكَانَ أُمَيَّةُ يُخْرِجُهُ، إِذَا حَمِيَتِ الظَّهِيرَةُ، فَيَطْرَحُهُ عَلَى ظَهْرِهِ فِي بِطْحَاءِ مَكَّةَ، ثُمَّ يَأْمُرُ بِالصَّخْرَةِ الْعَظِيمَةِ، فَتُوضَعُ عَلَى صَدْرِهِ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: لَا تَزَالُ هَكَذَا حَتَّى تَمُوتَ أَوْ تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ، وَتَعْبُدَ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، فَيَقُولُ وَهُوَ فِي ذَلِكَ الْبَلَاءِ: أَحَدٌ أَحَدٌ.

وَقَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، يَذْكُرُ بِلَالًا، وَمَا كَانَ فِيهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ مِنَ الْبَلَاءِ، وَإِعْتَاقَ أَبِي بَكْرٍ إِيَّاهُ:

جَزَى اللَّهُ خَيْرًا عَنْ بِلَالٍ وصَحْبِهِ ... عَتِيقًا وَأَخْزَى فَاكِهًا وَأَبَا جَهلِ

عَشِيَّةَ هَمَّا فِي بِلَالٍ بسَوْءَةٍ ... وَلَمْ يَحْذَرَا مَا يَحذَرُ الْمَرْءُ ذُو الْعَقْلِ

<<  <  ج: ص:  >  >>