للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا جَاءَ فَاحْبِسِيهِ عَلَيَّ» ، قَالَتْ: نَعَمْ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَنْشَبْ عَبْدُ اللَّهِ أَنْ جَاءَ، وَأَوْشَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَطْفَةَ، فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، مَا هَذَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكَ؟» ، قَالَ: مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «بَلَغَنِي أَنَّكَ لَا تَنَامُ، وَلَا تُفْطِرُ» ، قَالَ: أَرَدْتُ بِذَلِكَ الْأَمْنَ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْأَكْبَرِ.

قَالَ: «وَبَلَغَنِي أَنَّكَ لَا تَطْعَمُ اللَّحْمَ» ، قَالَ: أَرَدْتُ بِذَلِكَ طَعَامًا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: «وَبَلَغَنِي أَنَّكَ لَا تُؤَدِّي إِلَى أَهْلِكَ حَقَّهُمْ» ، قَالَ: أَرَدْتُ بِذَلِكَ نِسَاءً هُنَّ خَيْرٌ مِنْهُنَّ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، إِنَّ للَّهِ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِبَدَنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا» ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا تَأْمُرُنِي، أَصُومُ خَمْسَةَ أَيَّامٍ وَأُفْطِرُ يَوْمًا؟ قَالَ: «لَا» ، قَالَ أَفَأَصُومُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ وَأُفْطِرُ يَوْمًا؟ قَالَ: «لَا» ، قَالَ: أَفَأَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَأُفْطِرُ يَوْمًا؟ قَالَ: «لَا» ، قَالَ: أَفَأَصُومُ يَوْمَيْنِ وَأُفْطِرُ يَوْمًا؟ قَالَ: «لَا» ، قَالَ: أَفَأَصُومُ يَوْمًا وَأُفْطِرُ يَوْمًا؟ قَالَ: «نَعَمْ، ذَلِكَ صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ، أَيْ عَبْدَ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، كَيْفَ أَنْتَ إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ قَدْ مَرَجَتْ عُهُودُهُمْ، وَعُقُودُهُمْ، وَاخْتَلَفُوا فَكَانُوا هَكَذَا» ، وَشَبَّكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، قَالَ: فَمَا تَأْمُرُنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «تَأْخُذُ مَا تَعْرِفُ، وَتَدَعُ مَا تُنْكِرُ، وَتَعْمَلُ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَتَدَعُ النَّاسَ وَعَامَّةَ أُمُورِهِمْ»

<<  <  ج: ص:  >  >>