للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ يَزِيدَ: كُنْتُ مَعَ أيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ عَلَى حِرَاءٍ، فَعَطِشْتُ عَطَشًا شَدِيدًا حَتَّى رَأَى ذَلِكَ فِي وَجْهِي، فَقَالَ: مَا الَّذِي أَرَى بِكَ؟ قُلْتُ: الْعَطَشَ قَدْ خِفْتُ عَلَى نَفْسِي.

قَالَ: تَسْتُرُ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.

فَاسْتَحْلَفَنِي، فَحَلَفْتُ لَهُ أَنْ لَا أُخْبِرَ عَنْهُ مَادَامَ حَيًّا، فَغَمَزَ بِرِجْلِهِ عَلَى حِرَاءٍ فَنَبَعَ الْمَاءُ فَشَرِبْتُ، حَتَّى رُوِيتُ وَحَمَلْتُ مَعِي مِنَ الْمَاءِ، فَمَا حَدَّثْتُ بِهِ حَتَّى مَاتَ.

وَمِنْ كَلَامِ أَيُّوبَ , قَالَ: لَا يَسُودُ الْعَبْدُ حَتَّى تَكُونَ فِيهِ خَصْلَتَانِ: الْيَأْسُ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ، وَالتَّغَافُلُ عَمَّا يَكُونُ مِنْهُمْ.

وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ لِأَيُّوبَ: أُكَلِّمُكَ بِكَلِمَةٍ؟ قَالَ: وَلَا نِصْفِ كَلِمَةٍ.

وَقَالَ: مَا ازْدَادَ صَاحِبُ بِدْعَةٍ اجْتِهَادًا إِلَّا ازْدَادَ مِنَ اللَّهِ بُعْدًا.

وَقَالَ: يَبْلُغُنِي مَوْتُ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ فَكَأَنَّمَا يَسْقُطُ عُضْوٌ مِنْ أَعْضَائِي.

وَقَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي أُفْلِتُ مِنَ الْحَدِيثِ كَفَافًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>