قَالَ أَهْلُ التَّارِيخِ: كَانَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَابِدًا فَاضِلًا مُجَابَ الدَّعْوَةِ.
وَمِنْ كَلَامِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: إِنْ عَرَضَ لَكَ إِبْلِيسُ بِأَنَّ لَكَ فَضْلًا عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَانْظُرْ، فَإِنْ كَانَ أَكْبَرُ مِنْكَ فَقُلْ: سَبَقَنِي بِالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، وَإِنْ كَانَ أَصْغَرَ مِنْكَ فَقُلْ: سَبَقْتُ هَذَا بِالْمَعَاصِي وَالذُّنُوبِ وَاسْتَوجَبْتُ الْعُقُوبَةَ فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي.
وَفِي رِوَايَةٍ: ارْتَكَبْتُ مِنَ الذُّنُوبِ أَكْثَرَ مِمَّا ارْتَكَبَ فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي.
وَإِنْ رَأَيْتَ إِخْوَانَكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُكْرِمُونَكَ وَيَصِلُونَكَ وَيُعَظِّمُونَكَ فَقُلْ: هَذَا فَضْلٌ أَخَذُوا بِهِ، فَإِذَا رَأَيْتَ مِنْهُمْ جَفَاءً وَانْقِبَاضًا فَقُلْ: هَذَا ذَنْبٌ أَحْدَثْتُهُ.
وَكَانَ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِأَمْرٍ إِنْ أَصَبْتُمْ أُجِرْتُمْ، وَإِنْ أَخْطَأْتُمْ لَمْ تَأْثَمُوا وَهُوَ: حُسْنُ الظَّنِّ بِالنَّاسِ، وَإِيَّاكُمْ وَكُلَّ أَمْرٍ إِنْ أَصَبْتُمْ لَمْ تُؤْجَرُوا وَإِنْ أَخْطَأْتُمْ أَثِمْتُمْ.
وَقَالَ بَكْرٌ: إِنَّ اللَّهَ لِيُجَرِّعُ الْعَبْدَ الْمَرَارَةَ لِمَا يُرِيدُ فِيهِ مِنْ صَلَاحِ عَاقِبَتِهِ، أَمَا رَأَيْتُمُ الْمَرْأَةَ تُجَرِّعُ وَلَدَهَا الصَّبْرَ أَوِ الْحَضَضَ تُرِيدُ عَافِيَتَهُ.
وَقَالَ بَكْرٌ: إِنَّكُمْ تُكْثِرُونَ مِنَ الذُّنُوبِ فَاسْتَكْثِرُوا مِنَ الِاسْتِغْفَارِ، فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ بَيْنَ سَطْرَيْنِ اسْتِغْفَارًا سَرَّهُ مَكَانُ ذَلِكَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute