جَوَارِيهِ فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ بِي أَمْرٌ قَدْ شَغَلَنِي عَنْكُنَّ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ أُعْتِقَهُ أَعْتَقْتُهُ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ أُمْسِكَهُ أَمْسَكْتُهُ، لَمْ يَكُنْ مِنِّي إِلَيْهَا شَيْءٌ فَبَكَيْنَ إِيَاسًا مِنْهُ ".
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْآجُرِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ عِيسَى الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , قَالَ " لَمَّا دَفَنَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَخَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ سَمِعَ لِلْأَرْضِ هَزَّةً أَوْ رَجَّةً، فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟ فَقيِلَ: هَذِهِ مَوَاكِبُ الْخِلَافَةِ قَرُبَتْ إِلَيْكَ لِتَرْكَبَهَا فَقَالَ: مَالِي وَلَهَا نَحْوَهَا عَنِّي قَرِّبُوا إِليَّ بَغْلَتِي، فَقُرِّبَتْ إِلَيْهِ بَغْلَتُهُ، فَجَاءَهُ صَاحَبُ الشُّرْطَةِ يَسِيرُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِالْحَرْبَةِ، فَقَالَ: تَنَحَّ عَنِّي، مَالِي وَلَكَ إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَسَارَ وَسَارَ مَعَهُ النَّاسُ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَعَدَ الْمِنْبَرَ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدِ ابْتُلِيتُ بِهَذَا الْأَمْرِ عَنْ غَيْرِ رَأْيٍ كَانَ مِنِّي إِلَيْهِ، وَلَا طَلْبَةَ لَهُ، وَلَا مَشُورَةَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنِّي قَدْ خَلَعْتُ مَا فِي أَعْنَاقِكُمْ مِنْ بَيْعَتِي، فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ، فَصَاحَ النَّاسُ صَيْحَةً وَاحِدَةً، قَدِ اخْتَرْنَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَضِينَاكَ فَلِ أَمْرَنَا بِالْيُمْنِ وَالْبَرَكَةِ، فَلَمَّا رَأَى الأَصْوَاتَ قَدْ هَدَأَتْ وَرَضِيَ النَّاسُ بِهِ جَمِيعًا، حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ فَإِنَّ فِي تَقْوَى اللَّهِ خَلَفًا لِكُلِّ شَيْءٍ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute