للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طَعَامٍ عَلَى ظَهْرِهِ بِاللَّيْلِ، فَيَتَصَدَّقُ بِهِ عَلَى فُقَرَاءِ الْمَدِينَةِ، وَيَقُولُ: إِنَّ صَدَقَةَ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: كَانَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَعِيشُونَ لَا يَدْرُونَ مِنْ أَيْنَ مَعَاشُهُمْ، فَلَمَّا مَاتَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ فَقَدُوا مَا كَانُوا يُؤْتَوْنَ مِنَ اللَّيْلِ.

وَقَالَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ , لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ أَنْتَ سَيِّدُ النَّاسِ وَأَفْضَلُهُمْ تَذْهَبُ إِلَى هَذَا الْعَبْدِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَتَجْلِسُ مَعَهُ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ يَنْبَغِي لِلْعِلْمِ أَنْ يُتْبَعَ حَيْثُ كَانَ، وَكَانَ يَتَخَطَّى حَلْقَ قَوْمِهِ حَتَّى يَأْتِيَ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ , وَيَقُولَ: إِنَّمَا يَجْلِسُ الرَّجُلُ إِلَى مَنْ يَنْفَعُهُ فِي دِينِهِ.

وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الثُّمَالِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فَإِذَا عَصَافِيرُ يَطِرْنَ حَوْلَهُ وَيَصْرُخْنَ فَقَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا تَقُولُ هَذِهِ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: إِنَّهَا تُقَدِّسُ رَبَّهَا وَتَسْأَلُهُ قُوتَ يَوْمِهَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>