للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولد في شعبان سنة ثلاث وستين وسبعمائة بفيشة المنارة (٤٧٤) بالغربية بالقرب من طندتا، ثم انتقل به والده إلى القاهرة فقرأ بها القرآن تجويدا على الشيخ شمس الدين بن فخر الدين المصري والشيخ مجد الدين عيسى الضرير، وعرض ألفية ابن مالك على الشيخ شمس الدين بن الصائغ الحنفي، وأجاز له روايتها عنه، عن القاضي شهاب الدين أحد كتاب الدرج سماعا من ناظمها، وعلى السراج ابن الملقن، وأجاز له أيضا.

وأخذ فقه المالكية عن الشيخ شمس الدين الزواوى والشيخ نور الدين على الجلّاوى (بكسر الجيم) والشيخ يعقوب المغربي شارح ابن الحاجب الفرعى وغيرهم، وانتفع بدروس الشيخ سراج الدين البلقيني والشيخ زين الدين العراقي.

وأخذ النّحو عن الشيخ محب الدين بن هشام ولازمه كثيرا، وبحث عليه كتاب أبيه المغنى، وسمع بحث التّوضيح له أيضا وغيره، وعن الشيخ شمس الدين الغماري، ولازم الشيخ عزّ الدين بن جماعة فأسمع به كثيرا من العلوم التي كان يقرئها: من منطق وأصول ومعان ونحو وغير ذلك، وفاق في النحو حتى شهر به وقصده الناس فنفع كثيرين منهم، وهو حسن التعليم له والنصح، وصنّف فيه مقدمة حسنة سمّاها «الدرة المضية في العربية»، قرأها عليه كثير من حذّاق الطلبة، وحدثني أن سبب تصنيفه لها أنه بحث الألفية جميعها في مبدأ حاله فلم يتقدّم شيئا، فعلم أنه لا بد للمبتدى من مقدّمة يتقنها قبل أن يخوض فيها أو في غيرها من الكتب الصعبة، فكان إذا قصده مبتدئ أقرأه إياها (٤٧٥).

وحجّ مرتين، وناب في القضاء للجمال البساطى وغيره من قضاة المالكية، وهو ديّن خيّر جدا، انقطع عن الناس في منزله ومسجده بالحسينية، وكان كثير التلاوة، سريع البكاء عند ذكر الله ورسوله، ومع ذلك فهو حسن الكلام، حلو النادرة، طريف المحادثة، حدثني أنه شاهد حمارا انعظ (٤٧٦) ووثب بيديه على


(٤٧٤) صوبها رمزى في قاموسه للمدن المصرية ق ٢ ج ٢ ص ١٠٣ إلى «فيش المنار» وقال إنها سميت بذلك لوجود جامع بها ذي منارة عالية يراها الناس من بعيد، وهي تابعة لطنطا.
(٤٧٥) أي أنه أقرأه «الدرة المضية في العربية».
(٤٧٦) في السليمانية وفي تونس «أنقط».

<<  <  ج: ص:  >  >>