للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اجتمعت به في رمضان سنة سبع وثلاثين على باب [البرقوقية] (١) بين القصرين بالقاهرة، فحصلت بيننا أنسة فحكى لي: إن عادتهم في عدن أن من كان حمله أكثر من التجار بدئ بتقبين حمله. فاتفق أن اجتمع تجار منهم خصي، يقال له: يمن عتيق الشجاعي-وكان أكثر حملا-ومنهم: نور الدين الفوي من التجار المقيمين بعدن، وكان كبير السن وذا وجاهة عندهم، فأرادوا تقديمه فلم يمكنهم الخصي من ذلك، وسألهم الجري على العادة أو يكاتبوا السلطان وما رسم به فعل، فكاتبوه فكتب إليهم: بمنّ يمنّ يمن ثمن يمن ثمن ثمن، ولم ينقط حرفا منها، فلم يفهم المباشرون مراده وفهمه الخصي، فكتب إلى السلطان كتابا وضع فيه هذه الكلمات بعينها ولم ينقط أيضا شيئا، ففهم السلطان أن مراده: يمنّ يمن بمن ثمّن يمن ثمن ثمن. فأرسل إليهم أن قدموه، وأراد شراءه فوجده عتيقا.

وأنشدني المترجم في التاريخ والمكان، قال: أنشدنا الأشرف المذكور لنفسه من لفظه في بعض سراريه: [الطويل]

وآلفة للطيب ليست تغبّه … منعمة الأطراف تؤذى من اللمس

[مات يوم الجمعة سابع عشر جمادى الأولى من سنة ثمان وستين وثمانمائة بالقاهرة] (٢)

٣٠١ - عبد العزيز بن محمد بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي، عزّ الدين

أخو عبد الله الآتي، ولد أخي الحافظ نور الدين (٣) نزيل تربة منكلي بغا بالصحراء من القاهرة.

ولد سنة ثلاث وستين وسبعمائة تقريبا، أجاز باستدعائي.


(١) في الأصل، والسليمانية: البروقية. ولعله تحريف من الناسخ. وهي المدرسة الظاهرية المستجدة: وهذه المدرسة مكانها من جملة حقوق القصر الغربي. أمر بإنشائها الملك الظاهر سيف الدين أبو سعيد برقوق سنة ست وثمانين وسبعمائة، وكملت سنة ثمان وثمانين. انظر: الخطط المقريزية ٤/ ٦٧٩ - ٦٨٩.
(٢) ما بين الحاصرتين إضافة من المعجم الصغير، ص ١٥٤. وانظر أيضا: الضوء اللامع ٤/ ٢١٢.
(٣) هو: علي بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر، نور الدين أبو الحسن الهيثمي القاهري الشافعي. ولد في رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة. مات في ليلة الثلاثاء تاسع عشري رمضان سنة سبع بالقاهرة. انظر: إنباء الغمر ٢/ ٣٠٩ - ٣١٠؛ الضوء اللامع ٥/ ٢٠٠ - ٢٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>