وبكى الغيث واهمل دموعو انهمال … والغراب صار يزعق وناح اليمام
والشحائر بعدو ثياب الحداد … لبسوا واتكووا بنار الغرام
وتكدر في الروض صفاء الياسمين … لم صار النوفر بدمعو غريق
وترى الموج يلطم على ما جرى … لفقد وشقق ثيابو الشقيق
في سماع الزهر نزه يا خليل … زمزم الطير شبب نسيم الصباح
وكان جا الهزار وطار الحزن … والفرح صار موصول بزهر الأقاح
والشجر يرقص وطرب في الرياض … ثم هاموا يا صاح بغير شراب راح
والرياحين رؤوسهم كشفوا … والسماع طاب بين الغصون يا رفيق
والنسيم سبح أعبق مسوك الزهر … في مقام الرياض صبح شيء يليق
في مديح الذي يزين المديح … وأرسل الله رحمة لجمع العباد
لو يكون النبات جميع أقلام … والبحار والعيون مع الغيث مداد
والسموات مع الأراضي أوراق … والخلائق تكتب ليوم المعاد
معجزات النبي عليه السلام … ما يطيقو لحصرها تحقيق
ذا مديحو منصوص في الأربع كتب … وغدا هو الشفيع بلا تعويق
وأنا هو"حب الله"الحصري … لي معيشق بالوصل ما جا انجلو
ريم مهفهف أهيف بديع الجمال … خشف قتلى في مذهبو حللو
حين رأيت لو قوام قويم غصن بان … وبثغر ورضاب حلو قلت لو
لين قوامك غصن وريق حاز ملح … ورضا بك سلسال مروق رحيق
من يملك وللثغر يرشف ذا … ك يكون فاز بغصن زاهر وريق
٣٤١ - عبد الوهاب بن إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن ضوء بن درع
القرشي الدمشقي، ثم المزي.
ولد ثالث عشر ذي الحجة سنة سبع وستين وسبعمائة.
[ومات في ثاني ذي القعدة سنة أربعين وثمانمائة] (١)
(١) ما بين الحاصرتين إضافة من المعجم الصغير، ص ١٧٢. وانظر أيضا: إنباء الغمر ٤/ ٦٠؛ الضوء اللامع ٥/ ٩٨، وفيه: وقال غيره في ثامن عشرى شوال.