للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومنها أنهم كانوا يضربون الطبلخاناة مع قراءة القرآن فقال: «ينبغي الصبر إلى فراغ القراءة» فشنع عليه بأنه حكم بأن لا يضرب بالطبلخاناة التي هي شعار الملك وهيبة المملكة ونحو ذلك من هذه الأمور، فاستماله ابن الشحنة عليه، فأرسل بعد الحضور فأذن له بعزله؛ ورأيته ينطبق عليه قول بعضهم:

من الناس من إن يستشرك فتجهدن … له الرأي يستغششك ما لم تتابعه

فلا تمنحن الرأي من ليس أهله … فلا أنت محمود، ولا الرأي نافعه

١٢١ - إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعى

الشافعي، أبو الحسن بن الرباط (والرباط بضم الراء المهملة لقب جدّه حسن) رآه شخص من أكابر أقاربه نائما (١٧٢) وهو شاب وكان طويلا دقيقا فقال له: كأنك مقاط وهو عندهم الحبل الصغير ثم رآه بعد ما غلظ فقال له صرت رباطا، شبهه بالحبل الكبير، وهو بكسر الراء ولكنه من لحن العوام. وهو من قرية يقال لها خربة روحا من البقاع العزيزي من قوم يقال لهم بنو حسن؛ وحسن هذا أولد ثلاثة أولاد: يونس وعلى وبنى مكي، وأعقب كل منهم خلائق حتى صار بنو حسن ثلاثة أبطن: بنى يوسف وبنى على وبنى مكي، وتفرقوا في البلاد، فمنهم فرقة ببلاد حلب، وأخرى في مجدل (١٧٣) معرش (بضم الميم والعين المهملة وآخره معجم)، وهي من القرى الشمالية بالبقاع، وأخرى في بلاد كرك الشوبك، وهذه القرية تقارب الخمسمائة رجل أو تزيد والظاهر أنها أصل الجميع، ونزحت منها فرقة إلى نواحي بلبيس من بلاد مصر، وكل فرقة من هؤلاء أشجع بلادها وأفرسهم (١٧٤) وأكرمهم، ويعرف ذلك أهل بلادهم. وصاحب الترجمة من بنى مكي لكن إلى الآن لم يعرف ما بعد أبي بكر من نسبه حتى يتصل ذلك بحسن، ولكن يغلب على الظن أن أبا بكر بن مكي هو لأنّ أقرانه من بنى عمه ليس بينهم وبين حسن أكثر من أربعة، فإن ابن عمته ينسب للأم والتي هي من بنى على واسمه محمد بن حسن بن مكي بن عثمان


(١٧٢) هكذا في تونس والسليمانية وما نرى مكانا لهذا المعنى.
(١٧٣) مجدل: وهو القصر المشرف، وجمعه مجادل، اسم بلد طيب بالخابور إلى جانبه تل عليه قصر وفيه أسواق كثيرة، ينسب إليه مسعود بن أبي بكر المجدلى وهو شاعر مدح الملك الأشرف بن العادل، راجع معجم البلدان، ج ٤، ص ٤١٨.
(١٧٤) في السليمانية وتونس: «أفرشهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>