للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقمنا من دكاكيننا نستعظفه، فقام هو أيضا من دكانه قائما وكشف رأسه ودعا لنا: فلا تتفرقون. فأخبرني من أثق به من طلبه العلم أنه سمعه يقول لهم: ما رأيتم شيطانا [ذاكرا] (١) غيرى. واستمرت الأسود تأتى إليه نحو خمسة أشهر من سنة أربع وأربعين، حتى كثر زحام الناس عليه لا سيما عند مجيء الأسد، فأخبرني في يوم الأربعاء رابع ذي الحجة أنه أخبر أنهم حلوا عن منديل شخص ذهبا وأخذوه، وكسر لبعض جيرانه أساور زجاج، واستشارنى في أنه إذا أحس مجيء الأسد يدخل إلى المدرسة الظاهرية العتيقة، فأشرت عليه بذلك وأعلمته أنى كنت أشتهي انقطاع ذلك عنه، وحمدت اللّه على إلهامه ما وقع في خاطري، وفي هذا اليوم أخبرت أنه فعل ذلك لما سمع بقرب الأسد.

[ومات يوم الأربعاء عاشر شهر رمضان سنة ثمان وستين وثمانمائة على ما بلغني بالقاهرة] (٢).

٣٦٦ - علىّ (٣) بن أبي على حسن بن أبي سريع عجلان بن أبي عرادة رميثة بن أبي

نمى محمد بن أبي سعد

، المكنى أبا علىّ، ابن أبي حسن علي بن أبي عزيز قتادة بن أبي مالك إدريس بن مطاعن بن أبي راجح عبد الكريم بن أبي فاضل عيسى بن أبي على حسين بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن محمد بن موسى بن عبد اللّه بن موسى بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وهو من جهة الأم ابن فاطمة بنت السلطان عنان بن مغامس بن رميثة المذكور.

ولد سنة سبع وثمانمائة تقريبا بمكة المشرفة، وحفظ القرآن بها، ونشأ بها وقرئ عنده البخاري مرارا، واشتغل بالصرف، ونشأ على الشجاعة البالغة، واستمر إلى أن ولى أمر مكة عن أخيه بركات سادس عشر جمادى الأولى سنة خمس وأربعين.

وسافر إلى مكة ثاني عشرى رجب منها، واستمر إلى أن نقل أعداؤه عنه أشياء أو غروا بها قلب السلطان الظاهر جقمق، فقبض عليه وعلى أخيه إبراهيم وبعض جماعتهم يوم


(١) في الأصل والسليمانية: ذو كاريا، ولعل الصواب ما أثبتناه.
(٢) ما بين الحاصرتين إضافة من المعجم الصغير ص ١٨٣. وانظر أيضا: الضوء اللامع ٥/ ٢١٠.
(٣) ورد نسب صاحب الترجمة باختلاف بين المصادر التي ترجمت له. راجع هذه الاختلافات في: النجوم الزاهرة ١٢/ ١٤٤ في ترجمة علي بن عجلان؛ الضوء اللامع ٥/ ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>