وحدّثنى قال:«حدثني خادم والدي الحاج يوسف الصّلتى الوفائى-وهو الآن حىّ وعمره نحو مائة وعشرين سنة-، قال: رأيت السلطان الملك المؤيّد في المنام وجلست إليه ثم اضطجع فأخذت رجليه أغمرهما بالقبل وسألته أن يرتّب لي شيئا أستعين به على القوت، فأخذ بيدي ثم مضى إلى قوم يكتبون فقال: اكتبوا لهذا نصف درهم في كلّ يوم، قال، فقلت: وماذا يعنيني النصف؟ فقال لي: اقنع به إلى حين: قال: واستيقظت فصار أمرى بعد ذلك أنه إذا حصل لي شئ في الدّنيا أنفقه ثم أمكث برهة لا يحصل لي شئ حتى يكون ما حصل فأسقط كلّ يوم نصفا وهلمّ جرا إلى الآن لا يزيد ولا ينقص، وذلك من غرائب المنامات»
قال: ورأيت في كتاب اللمعة الصغرى تصنيف أبى البدر العبدرجى العراقي في مناقب تاج العارفين أبى الوفا أن القطب أبا محمد عبد الرحمن الطفنسونجى سأل شيخه الشيخ أبا الوفا تاج العارفين قدّس الله سرّه عن شيخه أبى محمد طلحة الشنبكى وعن وصوله إلى الله تعالى في ثلاثة أيام على يد شيخه الأستاذ أبى بكر بن هدار البطائحي هل لذلك صحة أم لا؟ وما معنى الوصول؟، فقال: نعم، إنّه أمره في أول يوم أخذ عليه شرط التوبة أن يأتم به في صلاة ركعتين ويؤمّن على دعائه، فأجاب إلى ذلك.
وكان من دعائه أنّه يسأل الله تعالى أن يهب لأبى محمد قوة يقدر بها على طاعة شيخه فيما يأمر به ثم أمره في إثر ذلك بالخروج عن الدنيا فلا يبيت في قلبه منها ذرة، فأعين على ذلك حتى كان؛ ثم أمره في اليوم الثاني بذلك ثم دعاه لذلك، ثم أمره أن يترك الآخرة فلا يبيت في قلبه منها ذرّة ثم صنع في اليوم الثالث كذلك وأمره أن يطلب مجردا عمّا سواه ففعل، وأتمّ اللّه تعالى قصده.
١٥٢ - أبو بكر بن محمد بن قاسم الصالحي الشهير بابن رقية
(بضم المهملة أوله وبعد القاف تحتانية)؛ ولد سنة ثمان وسبعين وسبعمائة.