للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: ثم سمعتها ببعض المخالفة من بعض الناس فلا أدرى هل سبقني أحد إلى نظمها، وكان هذا من مطابق الخاطر ووقع الحافر، أو أراني رأيت الأبيات ونسبتها إلى وبقي المعنى مرتسما ونظمت فجاء على هذا الأسلوب أو غير ذلك، فالله أعلم!»

قال: وأرسل إلى إبراهيم بن أخي بيتين يعتذر فيهما من شئ خافه فقلت:

وحقّ ما أنزل الرحمن في الصحف … على النبيين أهل الوحي والشّرف

ونور أحمد هادي الخلق قاطبة … مبيد أهل الهوى والشّرك والتّرف

وذو الجلال يراني مائلا أبدا … إلى ودادك في حولى وفي ضعفي

لاحت بروقك روق كأس ودك لي … ولا يروق مقال الواله الكلف

يا من ترى رأسه كان الفداء لها … لبان تربيتى من غير ما تخف

من ذا تراييه في شعر تزخرفه … قصد استمالة خط لم يخف

يا واحدا صار في سوداء منزلة … وزهو ورد صفاه غير مقتطف

ان غبت نار إبراهيم مضرمة … في خاطري ولسان العجز لم يصف

وإن حضرت فلى أنسى أسامره … كقاتلى قد أتته سائر التحف

مقام إنسان إبراهيم ليس له … سواه من سائر الأسلاف والخلف

قل للمحبين والأصحاب قاطبة … أقاربى (٣٥٥) وجميع [الناس] كل صفى

عمّى أبو بكر قد ضاقت مذاهبه … من كثرة الهمّ والأكدار والكلف

وأكثر العمر قد ولّى فوا أسفى … لو كان يجبر ما قد فات بالأسف

منوّا عليه جميعا بالدعاء عسى … يزويه ربىّ من النيران في كنف

فعمره قد تولّى ما له عوض … هل تحلف الدار في الأكتاف بالصّدف

لكن لعلّ رسول اللّه ينجدنى … عند اشتداد الأسى والكرب (٣٥٦) واللّهف

صلّى عليه إله العرش ما نفحت … ريح وما اشتداد الأسى والكرب واللّف

والآل والصحب والأنصار قاطبة … أهل النضارة والإحسان والصلف


(٣٥٥) في تونس والسليمانية: أقاربى وأصحابي وكل وصفى. ويلاحظ أن هذه القصيدة لا تسير على بحر واحد من بحور الشعر.
(٣٥٦) في تونس «اشتداد عظيم الكرب» وفي السليمانية «اشتداد الكرب».

<<  <  ج: ص:  >  >>