وأنشدني في ذي الحجة من السنة ما قاله، وقد كتب إليه الزين بن الخراط عند حضوره من دمشق فلم يسلم عليه السيد:
ألا منصف ممن أود فإنه … يعاملنى بالضد مما أعامله
نزحت عن الأوطان ثم أتيتها … فأعرض حتى لا سلام يراسله
وتعلم منى أن عندي لقاؤه … فمن لي به من مقبل فأقابله
فأجابه بقوله:
رمى العبد عتب منك أضحى فؤاده … بنبل ملام أنت للجرح نائله
بعقد نظام زين لفظك دره … وسحر كلام غير فكرك تأمله
بلابل لفظ أطربته بسجعها … فطارت به شوقا إليك بلابله
تهن بهذا العام مقتبل الهنا … إذا ما مضى عام يهنيك قابله
فكل عباب دون سؤرك قطرة … وكل سحاب دون ظلك وابله
[ومات ليلة الأربعاء ثاني عشر صفر سنة ست وخمسين وثمانمائة بالقاهرة بمدرسة قراقجا الحسنى وكان خطيبها، وصلّى عليه قاضى الشافعية الشرف يحيى المناوي] (١).
٤٤٥ - محمد بن أبي بكر بن عمر بن عرفات بن عوض
بن القطب أبى السعادات ابن أبي الطاهر محمد بن أبي بكر بن أبي العباس أحمد بن الفخر موسى بن الرشيد عبد المنعم بن التقىّ علي بن الضياء أبى القاسم عبد الرحمن بن أبي المعالي سالم بن الأمير مجاهد عز العرب بن وهب بن مالك-الناقل من الحجاز-ابن عبد الرحمن بن مالك ابن زيد بن ثابت الأنصارىّ الخزرجي البخاري الشيخ محب الدين أبو اليمن ابن الشيخ زين الدين القمنى.
ولد يوم الأربعاء تاسع عشرى جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وسبعمائة في القاهرة، وعرض المنهاجين، وألفية ابن مالك، على الشيخ نور الدين الآدمي وغيره، وتلا بها على الفخر البرماوى. وأخذ الفقه عن والده والبرهان البيجورى، والشمس الشطنوفى النحوي، والشمس الغراقى. والعربية عن الشمس الشطنوفى، والفخر البرماوى.
(١) ما بين الحاصرتين إضافة من المعجم الصغير، ص ٢٢٧. وانظر أيضا: الضوء اللامع ٧/ ١٧٩.