للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فكم مدع للوصل وهو بمعزل … وكم غامض قد غاص في قلبه النصل

وأنشدني أيضا في المجلس: [الطويل]

صفاتك لا تخفي على مبصر بها … ومن قلبه أعمى فللحق يجحد

ظهرت فلا تخفى بطنت فلم ترى … وكل له شرب إليك فمصعد

[٣٤٨ - عثمان بن محمد بن خليل بن أحمد بن يوسف،]

الشيخ الإمام العالم البارع المفنن أبو عمرو، فخر الدين [بن] (١) الصّلف الدمشقي الشافعي، شيخ الإفتاء ورئيس المؤذنيين بالجامع الأموي.

ولد سنة اثنين وسبعين وسبعمائة. أخذ عن جماعة قبل الفتنة وبعدها، أخذ القراءات عن ابن ربيعة وابن الجزري وابن عياش وغيرهم، وسمع الحديث على الحافظ جمال الدين بن الشرائحي وغيرهم، والفقه والأصول وغيرهما عن الشمس البرماوى، والنحو عن الشمس بن العيار الحموي نزيل دمشق.

وهو من ذوى الأصوات الحسنة والأخوة الكثيرة، بلغني أنهم عشرة مسمين بأسماء العشرة (٢)، ولم يزل يدأب ويعاني الأخلاق إلى أن كان أحد أعيان دمشق علما وصوتا ورئاسة ونظما ونثرا.

ولما قدم الشمس بن الجزري دمشق سنة سبع وعشرين كان أجل من لازمه، وكان القارئ لغالب ما قرئ من مصنفاته. وهو الذي كتب لي إجازتي من الشيخ بالقراءات


(١) ساقط من الأصل والسليمانية. والمثبت من: المعجم الصغير ص ١٥٧؛ الضوء اللامع ٥/ ١٣٧.
(٢) أي العشرة المبشرون بالجنة، وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلى، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وأبو عبيدة بن الجراح. انظر: الرياض النضرة في مناقب العشرة للمحب الطبري ١/ ٢١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>