للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عنده ولا أكلّمه، فلما صليت الظهر من الغد قال لي: أيش اتفق لك مع ناظر الخاص من جهة الصنوف؟ ولم أكن حكيت له شيئا من القضية قبل ذلك، فأخبرته الخبر وقلت له عن الذي أرسلت به إلى أقاربى، فقال: إنّ الله انفذ السهم، ما يضيع لك شئ وفي مثل هذا اليوم تزول عنه هذه الوظيفة، ثم جاءه من عند البدر (١٢٨) المذكور مملوك بعد ذهابي فأعلمه خبري وخوّفه من انتقام الله لأجل ظلمي، فلما كان مثل ذلك اليوم عزل من النظر فتوجّهت إليه فقام لي وأجلسني قريبا منه ودفع لي حقي وعاتبني على إرسالى إلى أقاربى ليدعوا عليه، فجئت إلى الشيخ خليفة فقال لي من حين رؤيتي: «تجهّز فإن ولدك ما هو طيب ولكنه إلى سلامة»؛ فأسرعت فوجدت ولدى مطعونا ثم عوفي من ذلك الطعن، ولله الحمد.

قلت: والشيخ خليفة المشار إليه أعلاه هو الذي جاور في الجامع الأزهر حتى توفّى به سنة [تسع (١٢٩) وعشرين وثمانمائة]. وليس هو الذي كان (١٣٠) بالقدس هذا أبيض وذاك أسود الوجه كما هو أسود القلب فإنه مبتدع كاذب كان يكثر مطالعة كلام ابن عربى كالفصوص وغيره حتى مات على ذلك بالقدس سنة [ثلاث (١٣١) وثلاثين وثمانمائة]، نسأل اللّه السلامة والموت على الإسلام.

١١٥ - إبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن علي بن محمد بن القاسم

بن صالح بن هاشم القاضي أبو الوفا، برهان الدين بن الشيخ الإمام جمال الدين بن الشيخ الإمام الحافظ شهاب الدين العريانى الشافعي. ولد ثاني عشرى جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بالقاهرة وقرأ بها القرآن، وأخبرني أنه تلا برواية أبى عمرو على الشمس الزراتيتى، وبكر أبوه فاستدعى له صغيرا، وأنه أخذ النحو عن الشمسين البرماوى والشطنوفى وغيرهما، والفقه عن الشمسين البرماوى والعراقي والبرهان البيجورى وقريبيه


(١٢٨) يعنى بذلك القاضي بدر الدين بن نصر الله.
(١٢٩) فراغ في تونس والسليمانية وقد أضفنا ما بين المعقوفتين. من إنباء الغمر ج ٣ ص ٣٧٧.
(١٣٠) عبارة «بالقدس هذا أبيض وذاك أسود الوجه كما هو أسود القلب فإنه مبتدع كاذب». ساقطة من السليمانية.
(١٣١) انظر الحاشية رقم ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>