للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لقى ذلك الشخص أو ينفى دخولها عنه، أو بإثبات صفة أو نسب أو نحو ذلك، كما كانت الكتب التي قبلنا عمدة لنا في مثل ذلك، وأيضا فربما تواتر فيه نقل شيء فيفيد القطع، والله أعلم.

ولما كان هذا الديوان لأهل زماننا كالعنوان، يستدل بمن ذكر منهم على من ترك (١٣)، سميته:

[(عنوان الزمان بتراجم الشيوخ والأقران)]

إذ لا شك في أنّ معرفة الزمان تكون بمعرفة نوابغ أبنائه وغرائب أنبائه (١٤)، ولما رأيت حسن فعل المتقدمين في تصديرهم (١٥) كلّ كتاب بتراجم تدل عليه لأنّ ذلك مما يعرّف بمقداره، ويكشف عن غامض أسراره، أحببت النسج على منوالهم، والاقتداء بذلك من أفعالهم، وتلك التراجم هي التي يعبّرون عنها بالرءوس الثمانية وهي: الغرض، والمنفعة، والسمة، ومن أي علم هو، ومرتبته، وقسمته، ونحو التعليم فيه، والمؤلف.

فأما الغرض فهو الغاية السابقة في الوهم، المتأخرة في الفعل.

وأما (١٦) المنفعة: فهي ما يحصل به من الفائدة للنفس ليشوقه الطبع.

على أن الغرض والغاية والمنفعة واحد بحسب الذات، وإنما يختلف بالاعتبار، فمن حيث تطلّبه بالفعل يسمى عرضا، ومن حيث يهادى إليه لشيء ويترتب عليه يسمى غاية، ومن حيث حصول الفائدة به وتشوّق الكل إليه بالطبع يسمى منفعة، فيصدر العلم بذكر غاية ليعلم طالبه أنه هل يوافق غرضه أم لا، وبذكر منفعته ليزداد جدا ونشاطا.


(١٣) هنا ينتهى تحديد البقاعى لما سبق من كتابة غيره، ثم يشرع في الكلام على كتابه «عنوان الزمان»
(١٤) في تونس «أبنائه».
(١٥) في السليمانية «تقديرهم».
(١٦) في تونس «فأما».

<<  <  ج: ص:  >  >>