للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شهاب الدين ابن المجدى وغيرهم، فشارك في بعض فنون الربع والأسطرلاب، وأقت في المنصورية (١) وجامع الحاكم وغيرهما. واشتغل بعلم الكحل على الشيخ سراج الدين البهادرى والشيخ شهاب الدين الحريري وغيرهما، وجله، وكحل في المرستان. وبحث في النحو مقدمة على الشيخ عزّ الدين بن جماعة.

وهو رجل جيد، في يده وظائف، وله ثروة يقتنع منها باليسير، ويصرف الباقي في وجوه بر، يجمع عنده في مسجده المعلق بدرب السلسلة القراء في كل يوم ثلاثاء يقرءون عنده القرآن، ويختمونه في ليلة الأربعاء ويحسن إليهم، ويجتمع عنده وتحت مسجده في الشارع خلق كثير لسماع التلاوة، وفيه تودد إلى الناس، وصدقة وخير. وأخبرني أن أقاربه كانوا شافعية كلهم، وأن أباه كان يستحضر الروضة للشيخ محيي الدين، وأنه لم يكن منهم حنفي إلا هو وأخوه الفاضل البارع محيي الدين عبد القادر (٢)، وأنه هو كان قد ابتدأ في حفظ التنبيه للشيخ أبي إسحاق. وكان للشيخ أكمل الدين بأخيه عناية، وله عنده مكانة حسنة. قال: فرآني معه يوما فقررني في وظيفة بالشيخونية، وألزم أخي أن يجعلني حنفيا ففعل.

[ومات بالقاهرة يوم الجمعة ثالث عشر شوال سنة إحدى وخمسين وثمانمائة وصلّى عليه عقب صلاة الجمعة بجامع الحاكم ودفن في الصوفية] (٣)

٣٤٤ - عبد الوهاب بن محمد بن علي بن محمد بن القاسم بن صالح بن هاشم، تاج

الدين العرياني المصري

نزيل خانقاه سرياقوس.


(١) هي المدرسة المنصورية وتقع من داخل باب المارستان الكبير المنصوري بخط بين القصرين. أنشأها هي والقبة التي تجاهها والمارستان المنصوري الملك المنصور سيف الدين قلاوون الصالحي التركي. ابتداء في عمارتها في ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وستمائة، وكان الفراغ منهم في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين. انظر: الخطط المقريزية ٤/ ٥١٣ - ٥١٦؛ الخطط التوفيقية ٥/ ٢٢٦ - ٢٢٨.
(٢) هو: عبد القادر بن محمد بن طريف، المحيوي بن الشمس. مات قريبا من سنة خمس وثمانمائة. انظر: الضوء اللامع ٤/ ٢٨٩.
(٣) ما بين الحاصرتين إضافة من المعجم الصغير، ص ١٧٣. وانظر أيضا: الضوء اللامع ٥/ ١٠٨؛ التبر المسبوك ٢/ ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>