للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العشرة، وهو جهوري الصوت عاليه حسنه، حسن الإنشاد والوعظ. قرأ البخاري مرات، وحدث، وأقرأ، وانتصح به جماعة منهم صاحبنا البارع المفنن خطاب الغزاوي، وله جلد عظيم على ملازمته الإشغال والاشتغال والأذان ومواظبة وظائفه. وكتب بخطه الكثير، ونظم ونثر. وكان خطيب المصلى، وخطب في الجامع الأموي عن النجم ابن حجي مدة. ولما وقع الطاعون في دمشق سنة إحدى وأربعين جمع الناس غير مرة في الجامع ودعا بهم لرفعه. وقرأ البخاري، وجمع الناس عليه، وكان وقتا مشهودا، ثم مات في أواخر هذا الطاعون في ليلة الأحد خامس عشر شوال من السنة بمنزله بمسجد النارنج (١) جوار المصلى، ودفن بتربتهم بالمسجد المذكور وحضر جمع وافر.

٣٤٩ - عطا بن عبد العزيز بن عبد الكريم بن عبد الله بن محمد بن سعد الله بن

محمد بن أبي العباس بن أبي الفرج بن زماخة

- بمعجمتين الأولى مضمومة- القحطاني البصري الشافعي، الأديب الخواجا شجاع الدين ابن عزّ الدين بن جلال الدين المعروف بابن اللوكة، واللوكة عندهم القطن الكثير، وكان لهم من ذلك مال عظيم فشهروا بذلك.

ولد في ثاني عشر ربيع الثاني (٢) سنة أربع وتسعين وسبعمائة بالبصرة ونشأ بها، وقرأ بعض القرآن، ثم عنى بالأدب وطالع دواوين أربابه مع ما ضم إلى ذلك من فصاحة أهل بلاده فنظم الشعر الجيد. ورحل إلى بلاد فارس، ششتر (٣) وأعمالها، ودخل الحلة (٤) وبغداد وتلك الأعمال، وبلاد الهند واليمن والحجاز، فانقطع بمكة المشرفة من سنة


(١) ويعرف بمسجد الحجر، ويقع في دمشق قبلي مصلى العيدين من شرقيه، وهو كبير فيه بئر وسقاية، وله منارة. انظر: الدارس في تاريخ المدارس ٢/ ٣٦١.
(٢) ورد في الضوء اللامع ٥/ ١٤٧: ربيع الأول.
(٣) اسم فارسي لمدينة تستر بالعربية، وتستر: بالضم ثم السكون، وفتح التاء الأخرى ثم راء. أعظم مدن خوزستان، وهي مختطة على شكل فرس. انظر: معجم البلدان ٢/ ٢٩ - ٣١.
(٤) بالكسر ثم التشديد، اسم لعدة مواضع، وأشهرها حلة بني مزيد: مدينة كبيرة بين الكوفة وبغداد، وحلة بني قيلة: بشارع ميسان بين واسط والبصرة، وحلة بني دبيس: قرب الحويزة من ميسان بين واسط والبصرة والأهواز في موضع آخر، والحلة: بالفتح، قرية مشهورة في طرف دجيل بغداد من ناحية البرية. انظر: معجم البلدان ٢٩٤/ ٢ - ٢٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>