للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو شاب (١٥٥) حسن الشكل والمعنى، نشأ في حجر الشهامة والعلم، وربّى في حظيرة السيادة والصيانة والحلم فبرع صغيرا، ومهر في فنون العلم حتى صار بسيادتها جديرا، وتقدّم أقرانه فهو المظنون ألّا قرين (١٥٦) له كثيرا، ولم يخرج من القاهرة إلّا وقد امتطى مراتب الأسلاف، وفاق كثيرا منهم بلا خلاف، ويقرب عندي من التحقيق أنه ينتهى إليه رياسة الحجاز دنيا ودينا، وفضلا وشهامة وعقلا.

[١٢٠ - إبراهيم بن عمر بن إبراهيم]

، قاضى القضاة برهان الدين السوبينى (بضم المهملة وبعد الواو موحّدة مكسورة ثم تحتانية ونون)، ثم الطرابلسي الشافعي، هكذا أملى علىّ نسبه وقال إنه لا يحفظ ما بعد جدّه.

وأبوه ينسب إلى بعض قبائل العرب ولا يذكر كله أو جله، فلم أحفظ شيئا من ذلك ولا إلى أي قبيلة كان ينسب، وأما الأم فإنها بكريّة.

ولد قبل سنة ثمانمائة في قرية سوبين (١٥٧) وقرأ بها القرآن، بعضه بها وبعضه بحماة، ثم انتقل به أبوه إلى طرابلس فحفظ «المنهاج» الفقهي والأصلي و «الحاجبية» و «إيساغوجى»، وأخذ فقه الشافعية عن الشيخ شمس الدين ابن زهرة والشيخ شمس الدين (ليس هو شيخ (١٥٨) الصلاحية) الهروي وغيرهما، وفقه الحنفية عن القاضي شمس الدين الصفدي وبحث عليه جميع «المختار» وغيره، والفرائض والوصايا عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن المالكي، والحساب والغبار عن الشمس الهروي، وعلم التجنيس (١٥٩) والحساب عنه كذلك، ورحل إلى القاهرة سنة ثلاث وأربعين، وأخذ الجبر والمقابلة والمساحة عن الشهاب بن المجدى والمقنطرات في الوقت وغير ذلك، والتصريف والنحو عن الشيخ شهاب الدين بن يهوذا (١٦٠) الحنفي وعن الشمس الحنفي


(١٥٥) الظاهر أن البقاعى كتب هذا في وقت مبكر ربما رجع إلى مستهل النصف الثاني من القرن التاسع الهجري، إذ المعروف أن صاحب الترجمة مات سنة ٨٩١ كما جاء في الضوء ١/ ٩٨.
(١٥٦) في تونس: «الأقمرين».
(١٥٧) سوبين في تونس ولكنها في السليمانية «سوعن».
(١٥٨) في تونس: «شيخة»
(١٥٩) في تونس والسليمانية: «الجنسين».
(١٦٠) هكذا في النسختين.

<<  <  ج: ص:  >  >>