للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قاضى طرابلس وغيرهما، وسمع الشهاب أحمد بن البدر الطرابلسي والشهاب ابن الجمال والشمس ابن زهرة وشيخنا شيخ الإسلام وغيرهم، وبحث عليه علم الحديث وشرح «فرائض المنهاج» في أربعة مجلدات وشروحا أخرى أربعة، كل منها في مجلدة، وابتدأ شرح المنهاج وأخذ يشرح التمييز فوصل إلى الرهن في مجلدين (١٦١)، و «الإبهاج في لغات المنهاج» في ثلاثة مجلدات ومجلدا لطيفا في التجنيس في الحساب وشرح «الشامل الصغير» في مجلد كبير، وأوضحه في مجلدة لطيفة سماها «الضياء الكامل في إيضاح الشامل» و «أقدار الرابض على الفتوى في الفرائض» في مجلدة، ذكر فيه خلاف المذاهب الأربعة والخلاف العالي وغير ذلك، منه «ألغاز على أبواب التنبيه» في مجلدين، وشرح «ترتيب المنهاج» في مجلدة. وأفتى في طرابلس؛ وهو ديّن مع محبة للرفعة بالغة (١٦٢)، وصنّف كرّاستين جمع فيهما مسائل زعم أنه ينسب فيها إلى الساكن قول (١٦٣) وقف عليهما الشيخ برهان الدين بن خضر العثماني فردّ عليه فيهما، ثم وقفت عليها فوجدت الرجل لا يدرى ما يقول، ولو سلك المسلك الذي سلكه لكان جميع مسائل الفقه من أوّله إلى آخره على هذا النمط (١٦٤) فإن ذهنه إذا كرر عليه شئ حفظه، وأمّا مخيّلته ففاسدة جدا، وهو على إظهاره أحواله في قالب الصّلاح كلها شديد المحبة للرئاسة كثير الدعوى يرى أنه لا أعلم منه، وأنه إذا قال شيئا لا يمكن أن يقال غيره، وتصرّفه في أمر الدنيا أسوأ حالا من تصرفه في العلم لا يتحرك في حركة وتحمد عاقبتها، وهو مع ذلك واثق بفعله، وإذا أخطأ في شئ ظن أن يخلفه المراد إنما هو في أمور خارجية، ولقد غلط فيه شيخنا قاض القضاة الكناني فترجمه في كتابه مشتبه النسبة بترجمة تستكثر على شيخه ابن زهرة ثم لجّ في غلطه، وكان الظاهر جقمق [غضب] (١٦٥) على القاضي الشافعي بمكة فعزله وآثره بهذا فولّاه في رجب سنة ثمان وأربعين وثمانمائة، ثم سافر مع الحاج الرجبى فباشر الحكم وعفّ فحمدت سيرته في


(١٦١) في السليمانية وتونس: «جلدين».
(١٦٢) بعد كلمة بالغة وردت العبارة التالية في تونس والسليمانية: «وسعت عن نظرية» بلا تنقيط ولا ندري ما يراد بها فأشرنا إليها هنا في الحاشية دون كتابتها بالمتن.
(١٦٣) هكذا في السليمانية ولكنها «قوبل» في تونس بتنقيط القاف فقط.
(١٦٤) في تونس والسليمانية: «اللنط فإن ذهنه شئ إلى نعم» ولم تعرف لهذه العبارة معنى ولكن وضعنا من عندنا كلمة «النمط» ثم أسقطنا الباقي لعدم الوضوح.
(١٦٥) في تونس والسليمانية: «عقيب» ولا معنى لها في السياق والصواب ما أثبتناه مما يتفق مع الحدث التاريخي.

<<  <  ج: ص:  >  >>