للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأنت في الناس لا عقل ولا أدب

قال:

قل للنواجى واقذفه بأوله … مقالة ميط عنها الزور والكذب

إنّي هممت بترك الهجو فيه لكي … تنكّف من زوره أثوابه القشب

حتى رأيت مناما فيه قلت له … بديهة بيت شعر كله عجب

أن يدعى الأدب المنظوم من سفه … فأنت في الناس لا عقل لا أدب

٤٤٨ - محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم بن محمد الزرعي، محب الدين

الشافعىّ الملقب بيضون [النغرور] (١)

، الشاهد بالحانوت (٢) المجاور للبيبرسية بين القصرين من القاهرة، عند صاحبنا الإمام العالم الخطيب شمس الدين بن أبي عمر الحنبلي.

ولد سنة ثمان وثمانمائة بالقاهرة، ونشأ بها ولازم كتابة الأشعار والنظر في الدواوين؛ فاطلع من ذلك على شئ كثير، وكان يخرج للناس مقاطيع وقصائد فائقة جدا، وفيها المرقص المطرب ويدعيها لنفسه، واغتر به كثير من الجهال بأساليب الكلام والإلحاق بكل ناظم ما يقتضيه نفسه، ونفى ما لا يشبه كلامه عنه، إلى أن اجتمعت به يوم الأحد سابع عشرى ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة، فوجدته يكتب قصة من نظمه في واقعة حال وقعت له، يرفعها إلى الأمير تغرى برمش أخو السلطان الملك الأشرف برسباى ناظر المدرسة البرقوقية بين القصرين، بسبب وظيفة له فيها، تبين لي منه حال كتابتها، وكأن شخص يمليها عليه من مسودتها، من الرقاعة وخفة العقل والحمق والجهل ما لا شئ بعده، فأخذتها منه وكتبتها من خطه، فوجدته مع ما حوى من الصفات الدنيئة لا يحسن الكتابة أيضا، لا في الصفات باعتبار طريقة الكتاب ولا في الذات باعتبار الهجاء، وإنما كتبتها والمبايعة بعدها، ليعلم أن ما يدعيه من النظم الذي بعد هذا ليس له، مما كان عليه صورة صح، فإني وجدته كذلك بخطه، وأنشدنيها في ذلك المجلس بحانوت الشهود المقدم ذكره:


(١) ما بين الحاصرتين إضافة من الضوء اللامع ٧/ ١٨٩ يقتضيها السياق.
(٢) هو حانوت الحنابلة. انظر: الضوء اللامع ٧/ ١٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>