للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما مال غصن البان إلا مذ رأى … إشراق بدر قوامه الميّال

يا عاذلىّ على الهوى وهما على … علميهما من أكبر الجهّال

أهديتما ضيف الملام فعاض عن … طيف الخيال لناظرى الهطّال

لا تبقيا من ماء عذلكما لدى … سمعي بقاء فهو كالغربال

ومنها:

يا منعما إلا على وواصلا … إلا إلىّ ومحسنا إلا لي

هبك استلبت حشاشتى فامنن على … طرفي القريح بضيف طيف خيال

وجدى مقيم واشتياقى مقعد … وتصبرى في أهبة الترحال

إن كان أوصى بالبها لك يوسف … فأبوه كم حزن به أوصى لي

أو كان فيك تغزلى فمدائحى … خصت بأشرف مرسل مفضال

أزكى الورى وأجل من وطئ الثرى … وأعز متلوّ وأكرم تال

أعطاه رب العرش خمسا لم تكن … لسواه في حال من الأحوال

الأرض قد جعلت مسجدا وطهورا … وبرعب شهر نصره متوال

وله الغنائم حلّلت وشفاعة … عمت كما قد عمّ بالإرسال

ولكم له من معجزات أعجزت … كل الورى من كاتب أو قال

[مات بمنزلة بنى حسون المعروفة بمنزلة منية بدران في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة] (١).

٣٦٢ - علىّ بن إسماعيل بن حسن بن أحمد بن يوسف بن عبد اللّه

، نزيل مصر الشافعي الشهير بنقيش.

ولد في حلب سنة خمس وخمسين وسبعمائة تقريبا، وقرأ قليلا من القرآن، وسافر إلى القاهرة قبل القرن، ثم لما جاءت فتنة تمر (٢) انتقل إليها فقطنها. وحج وجاور وزار القدس كثيرا والخليل، وكان طلع على وجهه جدرى فبقى أثره فيه، فلقبوه نقيشا، فشهر بذلك. وخالط الأدباء وطارح الشعراء، فنظم في البحور ومهر في الزجل، حتى فاق الأقران، وسبق في حلبة الأدب فحول البرهان.


(١) ما بين الحاصرتين إضافة من المعجم الصغير، ص ١٨١. وانظر أيضا: الضوء اللامع ٥/ ١٨٦.
(٢) يقصد بذلك فتنة تمرلنك سنة ٨٠٢ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>