للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٤١ - محمد بن أبي بكر بن الحسين بن عمر بن محمد بن يونس بن أبي الفخر بن

(١) عبد الوهاب بن محمد (١)، الشيخ

الإمام العلامة الصالح أبو الفتح شرف الدين ابن العلامة زين الدين قاضى المدينة الشريفة، القرشىّ ثم العثمانىّ المراغىّ المصرىّ الأصل المدنىّ الشافعىّ.

ولد في أواخر سنة خمس وسبعين وسبعمائة (٢) بالمدينة الشريفة، وقرأ بها القرآن، وتلا برواية نافع وابن كثير وأبى عمرو، على شمس الدين الحلبىّ، وبحث جميع شرحه للمنهاج عليه. وتفقه على أبيه الشيخ زين الدين قاضى طيبة، ورحل مع أبيه إلى القاهرة سنة ٩٤؛ فتفقه على الشيخ كمال الدين الدميرىّ، وشيخ الإسلام البلقيني وغيرهما.

وأخذ النحو عن والده، والمحب بن هشام، وغيرهما. وأخذ الأصول الفقهية عن الشيخ ولىّ الدين العراقىّ، ورحل إلى اليمن سنة اثنين وثمانمائة وغيرها، وأقام بها مدة؛ فأخذ التصوف عن الشيخ إسماعيل الجبرتى، والشيخ أحمد بن الرداد.

وولى تدريس السيفية بتعز، (٣) ومدرسة مريم (٣) بزبيد، و [سمّعه] (٤) أباه الحافظ زين الدين العراقي، والبهاء الشامىّ، وابن صديق، وغيرهم، وشرح منهاج النواوى في نحو ثلاثة مجلدات، وصل إلى الإيمان. وكتب الخط الحسن الشديد الحلاوة، وحج كثيرا وتقدم في العلوم وبرع جدّا لا سيما في الفقه. وغلب عليه الانقطاع عن الناس، والتخلي والعزلة ولزوم البيت، وقتل الرافضة أخاه بالمدينة، فعفى عن القاتل وترك ذلك إلى يوم الفصل.

اجتمعت به يوم الثلاثاء ثالث صفر برباط ربيع (٥) في سفح أجياد الصغير، فرأيته


(١ - ١) الوارد في الضوء اللامع ٧/ ١٦١؛ نظم العقيان، ص ١٣٩: .. بن عبد الرحمن بن نجم بن طولون. راجع باقي الترجمة في الضوء
(٢) مات في ليلة الأحد سادس عشر المحرم سنة تسع وخمسين وثمانمائة. انظر: الضوء اللامع ٧/ ١٦٥؛ نظم العقيان، ص ١٤٠.
(٣) ورد ذكر المدرسة السيفية بتعز في: العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية، دون تحديد لموقعها أو تعريف لها. ومدرسة مريم: بنتها الحرة مريم بنت الشيخ الشمس بن العفيف، زوجة السلطان الملك المظفر، وتعرف أيضا بالسابقية، وهي من أحسن المدارس وضعا. انظر: العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية ٤٠٨،١/ ٣٤٨.
(٤) في الأصل: سمع. ولعل المثبت هو الصحيح. إذ الوارد في ترجمته في الضوء اللامع ٧/ ١٦٤: أنه سمع الحديث عن العراقي، بحث عليه ألفيته وشرحها والتقييد … ، وذكر عددا من مؤلفات الشيخ زين الدين العراقي التي سمعها عليه.
(٥) وهو من أحسن الرباطات بمكة بداخله بئر لا يماثلها بئر بمكة، وأهل ديار الحجاز يعظمون هذا الرباط تعظيما شديدا وينذرون له النذور. انظر: رحلة ابن بطوطة ١/ ١٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>