أبو حمزة أنس، أجازته عائشة بنت عبد الهادي، سمعت على الحجار جميع صحيح البخاري وهي آخر أصحابه بالسماع، وأبو ذر أحمد، وأبو حامد عبد الله، وأم هانئ.
قال:«وقرأت صحيح البخاري على الناس في الجوامع والمساجد وغير ذلك؛ غير ما قرأته في حال الطلب وما قرئ علىّ إلى آخر سنة ست وثلاثين وثمانمائة ثمانيا وخمسين مرة، وقرأت صحيح مسلم مرارا كثيرة دون ذلك بكثير»، قال:«وقد كتبت في سنة تسع وعشرين مؤلفا حسنا ذكرت فيه أسماء رواة الكتب الستة مع من يشبه بالواحد منهم، وسميته غاية السول في رواة الستة الأصول».
هذا ملخّص ما رأيته من ترجمته لنفسه بخطه، وربّما زدت فيه. قلت: وكان ﵀ على طريق السلف في التوسط في العيش وفي الانقطاع عن الناس لا سيّما أهل الدنيا، عالما بغريب الحديث، شديد الاطلاع على المتون، بارعا في معرفة العلل إذا حفظ شيئا لا يكاد يخرج من ذهنه، ما نازع أحدا بحضرتي في شئ وكشف عنه إلّا ظهر الصواب ما قاله أو كان ما قاله أحد ما قيل في ذلك وهو كثير التواضع مع الطلبة والنصح لهم وحاله مقتصد في غالب أمره توفى ﵀ في [حلب يوم الاثنين سادس عشرى شوال سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بحلب].
١٢٧ - إبراهيم بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي بكر
بن شبل بن محمد بن خزيمة ابن عنان بن محمد بن مدلج، الشيخ الإمام العالم برهان الدين الشيخ الإمام العلّامة شمس الدين البديوي العدوي النحريرى الشافعي الرفاعي، ولد بعد سنة ثمانين وسبعمائة بالنحرارية وقرأ بها القرآن وصلّى به وحفظ العمدة والتبريزي وألفية ابن مالك، وأخبرني أنه عرضهم على السراجين البلقيني وابن الملقن وبحث في التبريزي والألفية على الشيخ نور الدين علي بن مسعود النحريرى وولده الشيخ شمس الدين، وحجّ سنة خمس وعشرين وثمانمائة، وتردّد إلى القاهرة وإسكندرية مرارا ورحل إلى دمياط لزيارة الصالحين، وعنى بنظم الشعر وسلك الطريقة السابقة ففاق والده في ذلك، وذكر أنه سمع كتاب الشفا للقاضي عياض بالإجازة على قاض النحرارية برهان الدين إبراهيم ابن أحمد بن البزاز الأنصاري الشافعي قبل هذا القرن بيسير بسماعه على محمد بن جابر بن أحمد الفيسى الوادي آشى سنة ٧٤٤.