للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنهم وجدوا في كنيسة اليهود بحمص منبرا مستجدا من خزفا فهدموه، قال: فلما كنا نهدمه شاهدت واحدا من أكابر اليهود بكى أشد البكاء ولم يزل ينتحب، إلى أن انحنى ووضع يديه على صدره وطال ذلك منه. ثم أخبرني من أثق به أنه مات في غد ذلك اليوم، نعوذ باللّه من الضلال.

وحدثني قال: نمت مرة في شهر رمضان سنة ست وأربعين في دمشق، فإذا قائل يقول: يا شريف يا شريف، فلان أخذ مفتاح خزانتك، وهو الآن يسرق مالك، فقمت فافتقدت المفتاح فلم أجده، فذهبت إلى خلوتى فإذا فيها نور، ففتحت الباب رويدا، فإذا ذلك الرجل قد فتح خزانتي وهو يأخذ منها ما فيها، فأخذت ما أخذه وحذرته.

٣٩٧ - علىّ بن موسى بن إبراهيم بن حصن

- بالمهملتين والنون-ابن خضر الدولة- بالمعجمتين والراء-القرشىّ الغزىّ.

ولد سنة سبعين وسبعمائة في قرية بلفيا (١) من عمل البهنسا من ريف مصر، ثم انتقل به أبوه إلى غزة فقرأ بها القرآن، وحفظ المنهاج الفقهي، والعمدة، والورقات المنسوبة للإمام (٢)، والملحة، وعرضهم على جماعة منهم: الشيخ محمد بن طريف- بالمهملة مكبّرا-، وأخذ الفقه بغزة عنه، وعن الشيخ إبراهيم بن زقاعة، وعن قاضى الشافعية بغزة علاء الدين بن علىّ بن نعامة، وسمع عليه الحديث. ورحل إلى القدس فأخذ النحو بها عن الشيخ محب الدين بن الفاسي، والبدر العليمى وغيرهما، وأخذ الأصول عن ابن طريف وغيره.

ولما انتقل الشيخ إبراهيم بن زقاعة إلى القاهرة وتوطن بها طلبه من غزة، فقدم عليه، واستمر عنده يخدمه إلى أن مات الشيخ. وحج الشيخ علىّ من القاهرة سنة اثنين وأربعين


(١) هي من القرى القديمة، وردت في قوانين الدواوين لابن مماتي؛ وفي تحفة الإرشاد، من أعمال البوصيرية؛ وفي التحفة السنية: من أعمال البهنساوية. انظر: القاموس الجغرافي ق ٢ ج ٣/ ١٥٥.
(٢) ورد في الضوء اللامع ٦/ ٤١: لإمام الحرمين. وهو عبد الملك بن عبد اللّه بن يوسف الجويني أو المعالي؛ إمام الحرمين، شيخ الشافعية في زمانه توفى سنة ٤٧٨ هـ. انظر سير أعلام النبلاء ١٨/ ٤٦٨ - ٤٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>