للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وصلّى الله على سيدنا محمد «وآله وصحبه» (١).

يقول أحوج الخلق إلى عفو الحق، أبو الحسن إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعى الشافعي:

الحمد للّه الذي برأ الخليقة كهولا وشيوخا وشبابا، وأيقظ منهم لحمل العلم فحولا أنجابا، خاضوا في جنة (٢) لجج الدياجير واستهانوا صعابا، وجابوا في طلبه الأراضي سهلا وحزنا شرقا وغربا: إقامة واغترابا، أحمده أن خصّ من بينهم آخر الأمم بالأسانيد ليفضحوا الباطل ارتيابا، ويوضّحوا الحق طرقا وأبوابا، فشّمروا في طلب المشايخ عن ساق العزم ثيابا، وحثوا إلى لقائهم من نياق الحزم ركابا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها توّابا، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله نبيا أوّابا، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما أكرمهم آلا وأصحابا، وأعظمهم سادة أحبابا.

أما بعد: فهذه تراجم شيوخى الذي أخذت عنهم فنون العلم تطلابا، ورتّبت على حروف المعجم أسماءهم وأسماء آبائهم وإن علوا أنسابا، وأدخلت فيهم جمعا جمّا من أجلاء الأخلاء رجحوا شبابا وفصحوا خطابا، وأشرت (٣) إلى ما لكل من منقول ومعقول بحسب اطّلاعى احتسابا، وذكرت من حال كلّ ما عرفته ورأيت ذكره صوابا، أرجو بذلك يوم الجزاء ثوابا، لعل وعسى أن أفوز بدار المقامة مستقرا ومآبا (٤). بدأته بالأحمدين تيمّنا باسم سيد الأولين والآخرين، عليه منّى صلاة وسلاما دائمين: طابا.


(١) عبارة «وآله وصحبه، رب زدني علما» غير واردة في السليمانية لكن ورد بدلها في تونس كلمة «وسلم».
(٢) هكذا في تونس، ولكنها «جنح» في السليمانية.
(٣) في تونس والسليمانية «أشرت» بحذف الواو.
(٤) في تونس «ومنايا» بالنون.

<<  <  ج: ص:  >  >>