للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن العجائب، ما حدثتني أمي بعد قتله-رحمهما اللّه-: أنه حدثها أنه رأى في منامه أنه وجدها في بيت شخص من قريتنا يقال له حسن البيطار، وأنه حصلت له غيرة من ذلك فذبحها فيه، فقدر أنه ذبح في ذلك البيت بعد ذلك بأكثر من عشر سنين.

ومنها ما تقدم، أنى كنت أسمعه في زاوية الشيخ أبى محمد علي بن محمد بن سليمان، الشهير-والدها-بالسليمى-بالتصغير-[كذلك] (١) فأمرها أبى يوما أن ترسلني إلى مكان بعيد فأخبرته بذلك وأنها تتخوف علىّ، فلم يرغب ذلك ولا أبقى له بالا، بل قال: هذا الصبى ضعيف القلب إن لم يزل هذا الخوف فعلت به وفعلت. فلم يمض على ذلك إلا قليل حتى اغتالهم أناس بعد صلاة العصر من يوم السبت ثامن شعبان سنة إحدى وعشرين وثمانمائة فقتلوه، وقتلوا أخويه عليّا وسويدا، وستة من أولاد عمهم ونقلوهم إلى هوة الشمسية فطرحوهم بها-رحمهم اللّه تعالى-والهوّة-بضم الهاء وتشديد الواو-وهي البئر التي لا يوصل إلى قرار، والشمسية-بمعجمة مفتوحة وتحتانية بعد الميم ثم مهملة-قرية من بلاد الرافضة. فنقلنا جدى لأمى أبو محمد المذكور-رحمه اللّه تعالى-إلى دمشق بعد أن تشتتنا في البلاد زمانا طويلا فكان ذلك سببا بخزى الدنيا والآخرة؛ رثيتهم بالقصيدة الرائية المتقدمة وذكرت فيها أسلافهم.

أجمعين.

٤٠٩ - عمر بن عبد اللّه بن محمد بن عيسى بن موسى بن عبد الرحمن، أبو حفص

شجاع الدين

بن قاضى الطائف عفيف الدين المغربي الأصل المصمودى الشافعي، إمام قرية أبى الأخيلة-بفتح الهمزة وسكون المعجمة وكسر التحتانية.

ولد سنة عشرين وثمانمائة (٢) تقريبا بالطائف، وقرأ بها القرآن، وتلا برواية ورش على الشيخ عبد الرحمن المغربي، وحفظ مختصر أبى شجاع، وأجاز له من ذكر في الاستدعاء المؤرخ بشهر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين في ترجمة أم الحسن عن ابن مكينة. ثم لما مات أبوه انتقل هو إلى أبى الأخيلة، وأمّ بمسجدها. ولازم الحج، وزار


(١) بالأصل: بذلك، ولعل المثبت أصح.
(٢) أهمل كل من البقاعى في المعجم الصغير، ص ٢٠٢، والسخاوي في الضوء اللامع ٦/ ٩٨ تاريخ وفاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>