للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحنفي، وكان جدّه لأبيه يلقب بصلاح الدين فغلب عليه «الصّلاح» بغير إضافة، وربما قيل «صلاح» فظنّ أنّه اسمه، وكان آخر أجداده محيي الدين القاضي، وكان جدّه «الصلاح» ذا أموال عظيمة ومكارم عميمة، واتصال بالأكابر. حكى أنه مرّ به بعض مشايخ العرب فأضافه فقال إنه لم ير أكرم من ثلاثة كلهم فقهاء، وعدّ الصلاح أكرمهم. وكان جده لأمّه عالما صالحا أديبا مصنّفا.

ولد الشهاب في حدود سنة عشرين وثمانمائة بخط الحسينية من القاهرة، وقرأ بها القرآن وصلّى به، وحفظ العمدة لعبد الغنى، والمنهاج للنووي وألفيّة ابن مالك، ومقدمة الشهاب الحناوى المسماة بالدرة المضية في علم العربية «وجمع الجوامع» «وتلخيص المفتاح»، وعرض بعضها على أعيان العصر وأجاز له منهم الرواية شيخ الاسلام قاضى القضاة ابن حجر وقاضى القضاة محب الدين بن نصر الله البغدادي الحنبلي والمجد البرماوى الشافعي.

ثم أقبل على التفهم وسنّه نحو الخمسة عشر فخاض بحار الفنون وغاص لحج غمراتها حتى حصل على الدر المكنون، وجدّ في اشتغاله واجتهد، وطلب التعدد في الأمور فأقام ما قد وهنه، فارتقى ذرى النجوم ولا بدع، وقعد يبحث محفوظاته على علماء العصر، فأخذ العربية عن الشهاب الحنّاوى وهو أول شيخ بحث عليه وانتفع به جدا، وأخذ المنطق والعروض عن الشيخ أبى القاسم النووي، والمعاني والبيان عن الشيخ عضد الدين عبد الرحمن بن الشيخ يحيى السيرافى شيخ الظاهرية والصّرف عنه وعن الشمس القاياتى، وأصول الدين عن التقى الشمنى، وأصول الفقه عن الشمسين الونائى والقاياتى، والفقه عنهما وعن الشريف النسابة، وعلم الحديث عن شيخ الاسلام ابن حجر، فبرع في هذه الفنون كلها في مدة غير طويلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>