للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم مررت أنا وهو في بعض الطرق بالقاهرة في أول سنة ست وأربعين وثمانمائة، وقد أمر العوام بأن يقطعوا الطرق، أي يحفروا الأرض ويخففوا من ترابها، وكان الوالي يضرب من لم يفعل ذلك منهم، فقلت: ينبغي أن ننظم هذا المعنى فيقال: «ومن لا يقطع الطّرق يضرب»، فنظم ابن صالح تكملة هذا البيت، ونظمت أنا الأول، ثم غيّر فيه ألفاظا فصار هكذا:

إلى الله نشكو ما بمصر من البلا … فحكّامها في حكمهم قد تقلّبوا

تسلّم قطاع الطريق من الأذى … لديهم، ومن لا يقطع الطرق يضرب

وكان شخص يقال له «ظهير الدين» يصحب ابن الكويز الكركي، واشتركت أنا وابن صالح في نظم هذا المقطوع فيه:

قل للظّهير دع الكويز فأصله … ما قد علمت، فلا تكن مغرورا

وارجع إلى الإيمان تنج من الضلا … ل، ولا تكن للكافرين «ظهيرا»

وصحب ابن صالح القاضي كاتب السرّ ابن البارزى في سنة ثمان وأربعين فاختص به جدا، وصار أحد ندمائه والمقدمين عنده، ولما حجّ سنة خمسين أخذه معه واستأمنه على ما كان معه من النقد، وأركب المحمل الذي أعده لراحته وكان فيه حاله، وكان من أهل الرملة شخص يقال له أبو حامد يستثقل ويحضر مجالس الكبار ويطرد بأنواع الطرد ولا يؤثر فيه، فلما عجزوا فيه خفّفوه بأن اتّخذوه ضحكة، فحضر عند القاضي كاتب السر في مجلس فيه ابن صالح وسيدي يحيى بن العطار وشهاب الدين أحمد بن فلاح فتناوبوا (٥١٧) فيه النظم فقال ابن صالح:

الوز أقسامه شتى، فوزتنا … أنثى، وكنا حسبنا أنها ذكر

وقال بعضهم من قافية أخرى:

كأن فتحته من تحت خصيته- … إذا تكشّف:-باب فيه قنديل

وقال سيدي يحيى:

قوموا اتفلوا في عذاريه ولحيته … لأنه وزة في الماء بل بولوا


(٥١٧) وردت هذه الكلمة في السليمانية وتونس بلا تنقيط.

<<  <  ج: ص:  >  >>