للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدين بن برهان الدين بن فلاح (بفاء ومهملة مخففا) النابلسي الحنبلي ثم الشافعي. ولد في عاشر رجب سنة إحدى عشرة وثمانمائة بنابلس، وقرأ بها القرآن حنبليا على مذهب أبيه، وحفظ كتبا في مذهب أحمد، ثم اتصل بالقاضي بهاء الدين بن حجى (٤٠) قاضى القضاة وناظر الجيش بدمشق، والقاضي كمال الدين البارزى كاتب السر بالقاهرة ودمشق، واختص بهما، فأمراه (٤١) بالتحوّل شافعيا ففعل، وتفقّه بالشيخ عبد الوهاب الحريري، وسمع الحديث من الشمس ابن ناصر الدين والشيخ عبد الرحمن أبى (٤٢) شعر، واشتغل بالنحو على الشيخ علاء الدين القابونى بدمشق والشيخ يحيى السيرامى (٤٣) لمّا قدم عليهم نابلس، ونظم الشعر كثيرا، غير أنه لا يرتضى ما يقع له منه، وتردّد إلى دمشق وسكنها ثم إلى القاهرة وسكنها مع هؤلاء الأكابر.

وهو حلو الكلام، سريع الجواب، حلو النادرة، نزه المحاضرة.

أنشدني يوم الأربعاء عاشر شعبان سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة قال:

«اقترح القاضي بهاء الدين بن حجّى علىّ وعلى الجمال يوسف الباعوني أن نضمّن قول الشاعر «فوالله ما أدرى».

البيت الآتي فقلت، وهو أول ما نظمت:

أراك إذا ما مست يوما على الرّبى … تحنّ لك الورقا، ويبدو نحيبها


(٤٠) انظر عنه قضاة دمشق لصلاح المنجد، ص ١٥٩،١٥٦.
(٤١) في السليمانية «فأمر» لكن يستفاد مما ورد في الضوء اللامع ج ١ ص ٢.٢، س ١٥، أنّ ابن حجى والبارزى «أمراه» معا بأن يتحوّل شافعيا فتحول كما أرادا.
(٤٢) هو عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم بن سليمان الدمشقي الصالحي الحنبلي المعروف بأبى شعر، وقد اختلف في سنة مولده فهي عند البعض سنة ٧٨٠ وعند البعض الآخر ٧٨٨. وعلى أية حال فيستفاد مما كتب عنه أنه أكثر من السماع وبرع في الجرح والتعديل وكانت مجالس وعظه تزدحم بالناس، انظر وفيات ٨٤٤ في ابن حجر والضوء اللامع ٤/ ٢٣٤، وشذرات الذهب ٧/ ٢٥٣.
(٤٣) هو يحيى بن يوسف بن محمد بن عيسى السيرامى الحنفي ويسمى أحيانا بيحيى بن سيف وقد ترجم له السخاوي في الضوء اللامع ١٠/ ١٠٥٦ ورجح أن يكون مولده بتررز قبل سنة ٧٨٠، وقدم القاهرة مع أبيه يوسف، (راجع ابن حجر ٢/ ٣٩٠ برقم ٧) والضوء اللامع ١٠/ ١٢٣٤ وقد ولى مشيخة البرقوقية سنة ٧٩٠ ثم استقر ابنه يحيى مكانه سنة ٨١٠ وقد وصفه ابن حجر حين ترجم له ٥٢/ ٣، ص ٤٥٣، بأنه «كان حسن التدريس والتقرير جيد الفهم قويه، قليل التكلم متواضعا مع الصيانة، قليل الشر، كثير الانصاف، ولم يكن في أبناء جنسه مثله».

<<  <  ج: ص:  >  >>