للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرحمن بن الصائغ الخطّ الجيد، وأقبل على التفهّم، فبحث على الشيخ عبد السلام البغدادي ملحة الأعراب، ثم الألفية، وطوالع الأنوار للأصفهاني في الكلام، وتلخيص المفتاح، وإيساغوجى، والشمسية، «وجمل الخومجى» ولازمه كثيرا، ولم ينتفع بأحد ما انتفع به، وأخذ علم الوقت عن الشهاب أحمد البرديني، وبحث على الشيخ شمس الدين الأبوصيرى (٤٩) «شذور الذهب» و «شرحه» و «الألفية»، وبحث فقه الحنابلة على قاضى القضاة مجد الدين سالم وقاضى القضاة محب الدين [أحمد] بن نصر الله البغدادي، وبحث عليه أصول الفقه، ولازم الجد والسهر. وكان له (٥٠) على مرّ الزمان وعثرة الإخوان صبر حتى صار إماما عالما بارعا مشارا إليه في زمن الشبيبة.

ولى نيابة القضاء عن شيخه المجد سالم في حدود سنة ست عشرة وثمانمائة، ثم ناب لمن بعده، وهو في غاية من عزة النفس.

ووقع من ابن نصر الله كلمة لا يليق إيرادها بحضرته فلم يل عنه، وهجره سنين عديدة حتى تردد إليه مرارا وأكثر السؤال له في ذلك، وطال هذا الأمر إلى أن لام الناس القاضي عزّ الدين وقامت عليه أمة حتى قبل أن يلي عنه في سنة أربعين وثمانمائة.

وهو عفيف النفس جدا، مؤثر للانجماع في بيته وعدم التردد للناس، لم ينقل عنه أنه وصل إليه شئ من جهة القضاء، وحج سنة خمس عشرة، وزار القدس مرارا، ودخل دمشق، وصنّف التصانيف الحسنة نظما ونثرا، وله الشعر الحسن.

مات ليلة السبت حادي عشر جمادى الأولى سنة ست وسبعين (٥١) وثمانمائة.


(٤٩) انظر الضوء اللامع ٧/ ٥٠٩، وابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب ٧/ ١٦٧ - ١٦٨.
(٥٠) الضمير هنا عائد على صاحب الترجمة ذاته.
(٥١) في السليمانية «سنة ست وأربعة وسبعين وثمانمائة».

<<  <  ج: ص:  >  >>