للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[و] سمع من «صحيح البخاري» من قوله: باب ما يكره من النياحة على الميت، إلى قوله: باب الرمل في الحج والعمرة، على الأشياخ: الصلاح محمد بن محمد بن علي الجيزى الأصل الزفتاوى، والجمال عبد الله بن عمر بن علي الحلاوى، والشهاب أحمد بن محمد بن حسن السويداوى بسماع الزفتاوى لجميعه، خلا من باب كفران العشير في كتاب النكاح إلى باب غيرة النساء ووجدهن فيه. أيضا على العباس أحمد بن أبي طالب الحجازي، ووزيرة بنت عمر بن أسعد بن المنجى، قالا: أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى الزبيدي، أنبأنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الشحرى. وسيرته في القضاء مذمومة جدا لا سيما بعد سلطنة الظاهر جقمق، فإنه كان يصحبه في حال إمرته فصار أحد جلسائه. ولما عزل السلطان ابن النقاش من خطابة الجامع الطولوني وطلب خطيبا لم يجد سواه، [وذلك] لخوف الناس عاقبة القضية، ثم أقدم هذا وباشرها وطاش لذلك حتى كاد يطير، وأظهر أمرا لا يليق بنوّاب القضاء، وأقبل (٥) على عمل ما يريده صغرا وكبرا من غير عرض على شيخنا قاضى القضاة، فعزله، فولّاه السلطان. فلم يجد شيخنا بدا من ولايته لئلا يخرج عما في يده.

فبلغه يوما أنه غضب على شخص فضربه بالدبوس (٦)، فقال هذا قاض بالدبّوس، وعنده لآمة ودهاء واستماتة؛ يظهر الخشوع حسب طرائق الصوفية، كلماتهم من قلب أنجس من قلوب الذئاب، حتّى لقد غطى بخبثه على السلطان مساويء أخلاقه، وأثبت بالتدريج في قلبه ضده، فعسر قلع ذلك من ذهنه فمدّ إلى المتحاكمين إليه غوائل مكره، ونصب لهم حبائل جوره وغدره، وعنده جهل مفرط وتهوّر زائد في الأحكام، وإقدام بالغ وجاهلية قديمة فاشتدّ أذاه وعظم الخطب بوجوده، وتناقل الناس عنه في ذلك وغيره عظائم يبلغ القدر المشترك منها حدّ التواتر، أنزه كتابي (٧) عن شبهها، وأغار على هذا الدين من نسبة شئ منها إلى من (٨) يظهر التنسك به. وبالجملة فهو من خبائث الزمان، لا جعل الله في المسلمين مثله.


(٥) في تونس: أقدم.
(٦) الدبوس: هراوة طويلة مد ملكة الرأس مستديرتها من الحديد والنحاس، وقد تصل إلى قدمين طولا، وكانت تستعمل أيضا في القتال حيث كانت تستعمل هي والسيوف بدلا من الرماح. انظر: السلوك، زيادة؛ Dozy:op.cit.P.I،P .٤٢٣
(٧) مكررة في كل من تونس والسليمانية، ويقصد بالكتاب هنا: عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران.
(٨) في السليمانية: ما. وقد أشار الضوء ج ١، ص ٩، س ٢١،٢٠ إلى أنه مات في ٢٨ شعبان سنة ٨٦٧ هـ. قال: «وأرخه البقاعى في نحو النصف من رمضان». وهذا لم يرد في المتن أعلاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>