للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من الغير وافانا مشوقا وزائرا … ليدرك بالغفران تكفير زلة

بدار أبى أيوب قد كان ساكنا … بها المبرك المشهور للناقة التّى

لها قال خير الخلق خلّوا سبيلها … فلم تعد-عمّا ألهمت فيه-خطوتى

وكذا أنشدني لنفسه:

طوبى لصبّ بالوصال تلذّذا … مثلي فقد نلت المراد وحبّذا

جاورت (٦٨) خير العالمين وصحبه … وبهم سموت، وحجّتى لن تنبذا

طابت حياتي مذ حللت بطيبة … وبمدح خير الخلق صرت ملذّذا

وبمدحه أرجو السعادة في الدّنا … والفوز في الأخرى وإذهاب الأذى

قد فاز من أضحى مقيما عنده … واعتزّ من أمسى به متعوّذا

ما أمّه أحد ونادى باسمه … إلّا (٦٩) وراح بجاهه مستنقذا

أصبو لمعناه المشرّف دائما … وأهيم وجدا في حماه وحبّذا

يا آخذا سبل النجاة لأحمد … أبشر، أصبت من السعادة مأخذا

حادي المطىّ، إذا أتيت لطيبة … فأنخ بها كي في القيامة تنقذا

واقصد لباب الجود واقرعه وسل … منه النّوال فحقّه أن يشحذا (٧٠)

واستشف من داء الذّنوب بشربة … من نيله الصافي الخلىّ من القذا

فنواله عمّ الخلائق كلّهم … ولكم أجاد، وكم أفاد، وكم جزا (٧١)

هو سيّد الرسل الكرام وأمره … ما زال في كلّ الوجوه منفذا

وهو الذي ما في الخلائق مثله … عفّ اللسان عن الفواحش والبذا

هذاك منبره، وذاك مقامه … وهناك روضته ومغنى الفضل ذا

عفّر خدودك في تراب نعاله … فالفخر في آثار هذاك الخدا

يا سيّد الرسل الكرام ومن به … موسى وآدم في المعاد تعوّذا

صلّى عليك الله ما هبّت صبا … وغدا النسيم عليك فيّاح الشذا

والآل والأصحاب مع أتباعهم … أرجو بهم من زلتي أن أنقذا


(٦٨) في تونس «جاوت»، والتصحيح من السليمانية.
(٦٩) جاء هذا البيت في تونس والسليمانية: «الأرواح بجاهه مستنفذا»، والصحيح ما أثبتناه.
(٧٠) من الشحاذة والسؤال.
(٧١) في تونس والسليمانية: «هذا».

<<  <  ج: ص:  >  >>