للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والفقه عن الشيخ فتح الدين التزمنتى وعزّ الدين الأسيوطيّ، وبحث في الأصول على علي بن عمران المنوفى وحجّ مرتين أولاهما دون البلوغ والثانية سنة ست وثمانين، ورحل إلى دمياط على قدم التجريد؛ وأنشد بها من نظمه شمس الدين الفرسيسى يمدحه، وقد كانت حصلت بمصر جائحة وقع بها غلاء:

أيا مولى سماحة راحتيه … يبادر كلّ ذي فقد إليها

عزمت على المقام لديك لمّا … تغيرت البلاد ومن عليها

أنشدني ذلك يوم السبت ثاني عشر رمضان سنة إحدى وأربعين بالقاهرة قرب جامع (١٣٩) الحاكم وكذا ما بعده، أنشدني الجميع من لفظه:

عذار معذبي لمّا تبدّى … وقامة قده ألف تسامى

وفي هذا وذاك أطال عذلى … عذولى مذ رآني ألفا ولا ما

وكذلك:

لما رأيت الورد ضاع بخدّه … وعذاره آس عليه دائر

أيقنت أن القدّ غصن مثمر … بجماله وعليه قلبي طائر

وكذلك:

وشادن يروى حديث الهوى … بصحة عن جدّه الأزهري

حتى إذا عارضه عارض … أصبح يرويه عن الأشعري

وكذلك:

عليك بخصلتين تعش سعيدا … ولا تك ما حييت لهن كاره

مواظبة الصلاة بلا توان … وإسباغ الوضوء على المكاره

وكذلك:

دع النسوان واهجرهنّ طرّا … ولا تركن (١٤٠) لربات الحجال

فما من فتنة تخشى لعمري … أشدّ من النساء على الرجال


(١٣٩) جامع الحاكم: يقع هذا الجامع خارج باب الفتوح أحد أبواب القاهرة أسسه أمير المؤمنين العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله سنة ثمانين وثمانمائة، وكان يعرف أولا بجامع الخطبة كما يعرف أيضا بالجامع الأنور وفي سنة إحدى وأربعمائة أكمله ولده الحاكم بأمر الله، راجع الخطط التوفيقية ج ٤، ص ١٦٧.
(١٤٠) في تونس والسليمانية: «تكن».

<<  <  ج: ص:  >  >>