للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالقاهرة إلى سنة أربع وثمانين فقدم (٨٩) المحلة واشتغل بها في الفقه على قاضيها العماد البارينى، وناب في الحكم العزيز بها عن قاضى القضاة عزّ الدين عبد العزيز بن سليم-بالتصغير-جد شيخنا المحب لله الإمام لأمه.

وناب بالقاهرة عن الجلال البلقيني والولي العراقي والشهاب ابن حجر بالصالحية وغيرها، وولى قضاء بلاد كثيرة من نواحي القاهرة واستمرّ إلى سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة، سوى تخللات يسيرة.

وصنّف في الفرائض كتابا سماه «الروضة الأريضة في قسمة الفريضة» قرظه له الجلال ابن عمه والجلال ابن خطيب داريا.

قال لي إنه رأى النبىّ مرتين، إحداهما أنه رأى إلى جانبه اثنين فوقع في قلبه أن أحدهما أبو بكر الصديق والآخر إمامنا الشافعي، قال ثم إن النبي أعطاني سيفا وأشار إلى شخصين هناك أعرفهما (ولم يسمهما)، لكن قال إنهما من الفقهاء، وقال: «قاتل هذين» فأخذت السيف وحملت به عليهما وقلت لهما: قولا أشهد ألا اله الا الله وأشهد أن محمد رسول الله، وكررت ذلك فلم يقولا، ثم انتبهت. فاتفق بعد يومين أو ثلاثة أنى سمعت أن شخصا أسلم، وأنه يخاف أن يظهر الإسلام، فأرسلت إليه فأسلم على يدي، ثم تتابع من أسلم على يدي فبلغوا نيفا وثلاثين.

وقال لي إنه سمع على عمه السراج البلقيني والسراج ابن الملقن والمعين عبد الله قيّم الكاملية والمعزّ أبى اليمن بن الكويك، وأنهم أجازوا له مروياتهم، وقال إنه سمع «سيرة ابن سيد الناس» على الفرسيسى (٩٠) و «صحيح البخاري» على عمه السراج.


(٨٩) الواقع أن هذه كانت المرة الثانية التي يقدم فيها إلى المحلة، إذ كانت الأولى يوم انتقلت به أمه إليها بعد وفاة أبيه.
(٩٠) هو محمد بن حسن بن علي بن عبد الرحمن المصري الصوفي، وقد ذكر السخاوي ٧/ ٥٦٧ أن ابن حجر سمع عليه، لكن لم يرد ذكر هذا السماع عند ابن حجر حين ترجم له في إنباء الغمر، تحقيق حسن حبشي ٢/ ٣٢، ص ٢٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>