للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأطاعت الأشجار عند دعائه … فسعت لخدمته بغير تلعثم

وسع الورى بعطاه فهو أب لهم … روحي الفداء لذا الأب المتكرّم

واختصّ أمّته الكريم لأجله … بخصائص شرفا كحلّ المعتم

ولفضلهم جعل الأراضي مسجدا … وترابها طهر لفعل تيمّم

وأزال عنهم إصرهم وأصارهم … شهدا على كل الورى المتقدّم

والرعب يبصره يسير الشهر في … قصد العداة فهدّ قلب المجرم

أفنى (١٩٩) عديد الشرك منه بهمة … تتهدّم الدنيا ولم يتهدّم

فبيوم بدر قد سقاهم أكؤسا … صرعت كئوس الكفر وسط جهنّم

ولدى حنين قد أزال جموعهم … ثباته، إذ فرّ أهل الموسم

وغدا يقول: أنا النبىّ، بصوته … العالي فيصمى كلّ ليث معلم

ورمى بكف الرمل (٢٠٠) أوجههم فما … منهم فتى إلا بعينيه رمى

فأتى إليه الصحب قد ندموا على … ذاك الفرار وقد تردّوا بالدّم

فسقوهمو حمر الحتوف بسمرهم … ورق الأسنة في مجال مقسم

حتى استباحوا سبيهم في مغنم … بيد الرسول لمن يريد مقسّم

وبخيبر شاعت معالى عزمه … فغدا مخالفه ضجيع تندّم

خرجوا للقياه بكلّ مجرّب … من جمعهم بلظى الحروب مسوّم

فأذاقهم طعم المنايا فاغتدوا … جزر السباع وكل كسر قشعم

ولكم (٢٠١) أراد خصومه استئصاله … فأتوا بجيش قد رضوه عرمرم

فاجتاح بيضهمو ببيض سيوفه … وبكل أسمر كالسهام مقوّم

وغدت قلوبهمو حيارى وانثنوا (٢٠٢) … ونطاق ذاك الجمع غير منظّم

حتى أقام له المهيمن دينه … وغدت به أهل العزائم تحتمى

ماذا أقول ووصفه في محكم … القرآن أنزل في الزمان الأقدم


(١٩٩) في السليمانية: «أبقى».
(٢٠٠) في السليمانية وتونس: «الرجل».
(٢٠١) في السليمانية وتونس: «أراه».
(٢٠٢) في السليمانية وتونس: «واثبتوا».

<<  <  ج: ص:  >  >>